بقلم: ماهر المهدي
(زمان التركية)-القائمون على وسائل التواصل الاجتماعي من شركات ومسؤولين بها يواصلون جهودهم كل يوم للخروج على الناس – أو على المستهلك بوجه أصح – بخدمات جديدة أو خصائص إضافية في داخل وسيلة التواصل ، لجذب المستخدمين الجدد – وقبلهم المستخدمين القدماء – وربطهم بوسيلة التواصل لمزيد من الوقت ومزيد من التعلق والارتباط .
ولا شك أن قضاء المستخدم لمزبد من الوقت على وسيلة التواصل وتعلقه بها بشكل أقوى يبثان الحياة في وسيلة التواصل المعنية ويجعلانها تنمو وتزدهر بإقبال المزيد من المستخدمين – من الأشخاص الطبيعيين ومن التجار والمستثمرين – عليها وبقاء المستخدمين على صفحات وسيلة التواصل لساعات وساعات وطول اليوم وطول الأسبوع وطوال الشهر وطوال السنة بلا انقطاع تقريبا .
وقد يصل الأمر إلى ما قد يشبه الهوس أحيانا – عند بعض الناس – فلا يكادون يغيبون عن وسيلة التواصل أو وسائل التواصل المسجلين عليها . وقد وضح لنا جميعا كيف تحولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية – بحكم قابليتها للنشر والانتشار الواسعين – الى صحافة موازية ولم تبق على حالها كوسائل تواصل اجتماعي عند مستخدمين كثيرين . وما الاحظه منذ سنوات – كما يلاحظه كثيرون مؤكدا – هو انتشار فكرة المجموعات التي يمكن للمستخدم إنشاؤها برغبته وإضافة آخرين إليها ، مما هم على قائمة اتصالاته من أقارب وأصدقاء وأصحاب صلات عمل وجيران وغيرهم . والبعض ينشئ هذه المجموعات في إطار زمالة العمل أو زمالة رياضة معينة أو زمالة صالون علمي أو أدبي أو غبر ذلك . وعندما أنظر الى هذه المجموعات أرى فيها ندوات مغتوحة مستمرة ودائمة الانعقاد ، ومستعدة لاستقبال المساهمات الفردية والجماعية طوال الوقت .
والواقع ، أن المشاركة في ندوة ما أو إجراء مداخلة ما في اجتماع أو سيمينار أو تجمع ما يحتاج عادة الى الأعداد المسبق للإسهام أو المشاركة المزمع الأدلاء بها في هذه أو في تلك الندوة ، لأن الكلام – كما يقولون – كطلقات الرصاص – اذا أطلقت استحال على المرء استعادتها ، وتعين عليه التعامل مع نتائجها أيا كانت . فالمساهمات في تلك الندوات المفتوحة أو التجمعات المستمرة الانعقاد على مدار الساعة كتابية أو صوتية أو مصورة ، مما قد يصعب معه تدارك الخطأ أو الاساءة اذا وقعت . فاذا كان المرء يستعد لمساهمته أو مشاركته في تلك الندوة أو هذا الاجتماع – ولو كان متخصصا في عمله محترفا فيما يقوم به – فكيف يتأتى للناس عامة المساهمة والمشاركة في فعاليات دائمة الانعقاد والادلاء بآراء طوال الوقت ودون تفكير ربما في أحيان كثيرة ، بما قد يعنيه ذلك من خطر ؟
ان من أخطر التصرفات القيام بالأدلاء بالآراء دون القيام بالتفكير اللازم ، وخاصة اذا كانت الآراء تتعلق بقضايا أو مسائل هامة ، سواء كانت شخصية أو عامة .