كابول (زمان التركية) – مع بدء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على الوضع هناك، بدأ الآلاف من الأفغان المتعاونين مع الأمريكيين بالتجمهر في مطار كابل للهرب خوفًا من مقاتلي الحركة، في حين ساعدت تركيا بعض المسؤولين من المغادرة إلى أراضيها.
وكان أول الهاربين الرئيس الأفغاني أشرف غني وعددًا من مستشاريه ومرافقيه متوجهين نحو طاجكستان أولا ثم دولة عمان، وهو مسؤول عما حدث بالبلاد، في حين كشفت وسائل إعلام تركية تفاصيل هروب مسؤولين بارزين آخرين من النظام السابق.
وقالت صحيفة حرييت التركية إن عددًا من المسؤولين الأفغان يقدر عددهم بـ 324 أبرزهم: محمد سروار دانيش النائب الثاني لرئيس الجمهورية، ووزير الخارجية محمد حنيف أتمر، ورئيس المخابرات الوطنية أحمد ضياء سراج، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية عبد المتين بك، إضافة للمسؤول البارز عناية الله بابور فرهمند النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية، إلى جانب ثلاثة وزراء سابقين، وثلاثة نواب، وآخرين، قد هربوا على متن طائرة تتبع للخطوط الجوية التركية.
وذكرت أن عملية الإجلاء للمسؤولين الحكوميين المقربين للسلطات التركية، تمت بالتنسيق بين السفارة التركية في كابول وأنقرة، قبل سقوط العاصمة الأفغانية بيد حركة طالبان.
وأشارت إلى أن طائرة الرحلة “TK707” التابعة للخطوط الجوية التركية كانت تنتظر في مطار كابول الدولي، وقامت السفارة التركية في العاصمة الأفغانية بإجراء اتصالات بالمواطنين الأتراك والمسؤولين الأفغان وأبلغتهم ببدء عملية الإجلاء.
وترك كبار الشخصيات الأفغانية منازلهم وسياراتهم، وحياتهم خلفهم، وسارعوا إلى الطائرة التركية، في حين كانت الوجهة الأولى التي سعت الشخصيات الأفغانية والمواطنون الأتراك للوصول إليها هي الوحدات العسكرية التركية المتواجدة في المطار، وقد كانت السفارة قدمت معلومات تفصيلية حولهم.
وأوضحت الصحيفة أنه قبل انتقالهم إلى الطائرة التركية، لوحظ أن آلاف الأفغان كانوا يركضون باتجاه الطائرة التركية، قبل أن تتدخل القوات العسكرية لقطع الطريق أمامهم بواسطة الدبابات والمركبات.
وأشارت إلى أن جميع الشخصيات الأفغانية التي وردت أسماؤها هم مستهدفون لحركة طالبان التي عندما دخلت كابول قامت بمحاصرة منازلهم وصادروا سياراتهم خلال تواجدهم على متن الطائرة التركية.
وأضاف سبانتا طالبا المساعدة: “حاولنا الصعود عبر الطائرة القطرية، ولكن طالبان لم تسمح لها بالإقلاع، وتم إنزالنا، وطلبي هو السماح لنا بالصعود إلى الطائرة التركية، وهذا هو طريق خلاصنا الوحيد”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الدبلوماسي التركي السابق، اتصل بمساعد وزير الخارجية التركية، سادات أونال، والذي أجابه بأن الطائرة التركية مخصصة لإجلاء المواطنين الأتراك فقط، وأبلغه بأنه سيبلغ وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو بالأمر.
وأثناء انتظار الدبلوماسي التركي، رن هاتفه مرة أخرى، وكان الاتصال من وزير الخارجية الأفغاني السابق، طالبا منه وبشكل عاجل تأمين دخولهما إلى المطار العسكري حيث تتواجد القوات التركية بسبب الفوضى التي عمت المطار المدني.
قام حكمت تشيتين، بالاتصال مباشرة في منتصف الليل بوزير الداخلية التركي خلوصي أكار، والذي أيضا تربطه علاقة بالمسؤولين الأفغان، وقام بدوره بترتيب دخولهما للمطار العسكري، وتأمين دخولهما للطائرة التركية.