أنقرة (زمان التركية) – قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة لم توجه اللاجئين الأفغان إلى تركيا.
وخلال المؤتمر الصحفي اليومي أجاب نيد برايس المتحدث باسم عن سؤال حول توسيع الولايات المتحدة لبرنامج اللاجئين الأفغان وتصريحاته حول الدولة الثالثة ورد فعل الجانب التركي الذي أبدى رفضه للبيان الأمريكي.
برايس قال: “أريد أن أوضح أن توجيه الأشخاص الباحثين عن الحماية لمناطق آمنة معينة أو تشجيعهم على هذا ليس ضمن سياسة الحكومة الأمريكية. لم نوجه أحد إلى دولة محددة بما يشمل أيضا تركيا. وأشعر بالأسف للمخاوف التي أثارتها تصريحاتي بشأن احتمالية انتقال الأفغان إلى تركيا”.
هذا وتقدم برايس بالشكر إلى تركيا التي تستضيف أكثر من 4 مليون لاجئ قدموا إليها من سوريا والعراق وأفغانستان وإيران ودول أخرى.
الولايات المتحدة أعلنت يوم الإثنين أنها ستقبل آلاف الأفغان الذين ذهبوا إلى دول المنطقة مثل تركيا بوسائلهم الخاصة، كلاجئين.
ومن جانبها أبدت الخارجية التركية استنكارها تجاه ما صدر عن الخارجية الأمريكية، وقال رئيس وحدة الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، أن تركيا لن تتحول إلى صالة انتظار.
ولا تبدي تركيا رفضا قاطعا لمسألة استقبال المزيد من اللاجئين على أراضيها، ما يشير إلى أن أنقرة شبه متحمسة للقيام بهذا الدور، الذي يجعلها مجددا تثبت أهميتها للاتحاد الأوروبي.
كما أن هناك مشاورات أمريكية تركية حول بقاء قوات تركية في أفغانستان لتملأ جزءًا من الفراغ الذي سيسببه الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
هذا وكان رئيس وزراء النمسا قد صرح أن تركيا تشكل موقعا أفضل للاجئين الأفغان عن كل من النمسا وألمانيا والسويد، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه الرأي العام التركي حالة من الجدل بشأن صمت أنقرة أمام توافد آلاف الأفغان عبر الحدود.
كما دعا وزير الدولة البلجيكي للجوء والهجرة سامي مهدي إلى توسيع اتفاق اللاجئين بين تركيا” والاتحاد الأوروبي ليشمل الأفغان قبل تدفق اللاجئين الأفغان بسبب تصاعد عنف طالبان.
قال مهدي في حديث لوسائل الإعلام: أولاً، يجب أن يكون هؤلاء الأشخاص موضع ترحيب في المنطقة. لهذا السبب، من المهم توفير الحماية في البيئة المباشرة للمهاجرين الفارين من الحرب. إن جعل تركيا دولة ثالثة آمنة للأفغان سيساعدنا في إدارة تدفقات الهجرة. تسمح لنا اتفاقية تركيا بتقديم حماية أفضل للسوريين الذين لجأوا إلى تركيا وحصلوا بعد ذلك على وضع لاجئ قوي. يجب أن نستكشف كيف يمكن توسيع هذه الاتفاقية لتشمل الاجئين الأفغان على المستوى الأوروبي حتى يتمكنوا من التمتع بالحماية الكافية”.
وقال تقرير لمجلة “The Economist” البريطانية، إن حوالي ألف أفغاني يعبرون يوميا من إيران إلى تركيا بعد رحلات صعبة، عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وفرض طالبان سيطرتها على أجزاء كثيرة من البلاد.
في وقت سابق حذر حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، من خطر تسلل ما يقرب من 6.5 مليون لاجئ أفغاني إلى البلاد.
وقال الحزب في تقرير صادر عنه أن إيران تغض الطرف عن المعابر غير القانونية، بل أنها تشجع هجرة الأفغان، حيث يتم إرسالهم إلى تركيا بشاحنات ضخمة من إيران.
وأكد التقرير أن تركيا تواجه هجرة أفغانية على نطاق أوسع من الهجرة السورية، وأنه لا يمكن غض الطرف عن هذه المسألة لمجرد حصول تركيا على مساعدات من الاتحاد الأوروبي.
وبينما هناك مخاوف شعبية من تزايد الأعباء الاقتصادية جراء موجة الهجرة من أفغانستان، هناك رد فعل حكومي يحاول تبرير تزايد عدد الأفغان في البلاد، من باب التعاطف مع الشعب الأفغاني الذي يمر بظروف إنسانية صعبة.