حوار أجراه : هيثم السحماوي
(زمان التركية)-بخصوص الأحداث التي وقعت في تونس يوم الخامس والعشرين من شهر يوليو، ضد جماعة الإخوان، التي تم الانتفاض في وجهها والاعتراض على أفعالها، أجرينا هذا الحوار مع الدكتورة فريال الشهباني، وهي تعمل كناشطة في المجتمع المدني التونسي منذ سن الخامسة عشر، وعملت في العديد من المنظمات الدولية، وعملت أيضا في وزارة الخارجية التونسية، والآن هي باحثة بالمركز الاستراتيجي الدولي للدراسات الأمنية والعسكرية، ومديرة العلاقات الدولية في الملتقى الدولي للشباب.
وكان نص الحوار معها كالآتي :
من وجهة نظرك كيف ترين الدافع وراء الأحداث الاخيرة في تونس؟
بداية أود أن ألفت النظر إلى أن هذا اليوم الذي شهد الأحداث الأخيرة في بلدي الحبيبة تونس، وهو الموافق 25/7/2021 يحمل رمزية عالية في تاريخ تونس، حيث تم فيه إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية التونسية وكان ذلك في عام 1957، فهو يوم غير عادي لدى التونسيين، حيث شهد أحداثا وتحولات كبيرة في تاريخ تونس.
أما عن الأحداث الأخيرة، فهي لدوافع وأسباب كثيرة منها:
تأزم وضع المواطن التونسي من الناحية الاقتصادية، حيث إن الوضع الاقتصادي في تونس شهد ترديا دائما وتدهورا مستمرا.
ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى هذه الانتفاضة الوضع السياسي السيء بتونس المتمثل في حالة الصراع الدائم على السلطة من قبل أطراف ثلاثة وهم (1-قصر قرطاج، 2- المنظومة السابقة التي كانت قبل 2011، 3- حركة النهضة وهم جماعة الاخوان وأتباعهم).
وأيضا يعد من أسباب انتفاضة التونسيين الوضع الدولي اغير الجيد لتونس، التي من أشكاله ضعف التمثيل الدبلوماسي التونسي في الخارج.
وهنا أتذكر مقولة الزعيم التونسي العظيم الحبيبب بورقبيه حيث كان يقول: “بنيت دولة مستقلة حرة ذات سيادة، وبنيت لها علاقات دبلوماسية قوية من الصين إلى أمريكا، وإن جاء ضرر لتونس فسوف يأتي لها من الداخل”. وهذا ما حدث بالضبط.
ما هي الأسباب التي قادت تيارا متطرفا مثل الإخوان إلى التمكن في دولة مثل تونس بحضارتها ورقيها وثقافتها ووعي شعبها؟
حدث ذلك لأسباب عدة، منها الضعف الذي عانت منه تونس في الفترة الأخيرة وجعل هؤلاء يستغلون هذه الأوضاع ويحاولون التمكن من تونس لصالحهم.
والسبب الآخر قيام هذه الجماعات بعملية اختراق ممنهجة تستهدف عقلية الشعب التونسي المتحضر المناهض لهذا الفكر المتطرف، وتم ذلك عن طريق عدة سبل؛ منها تحريف النصوص الدينية بما يتوافق ورؤاهم وأفكارهم، وتصديرها للآخر على أنها هي الدين الصحيح، إلى غير ذلك من الطرق الأخرى التي يستهدفون بها كسب أكبر عدد ممكن من أفراد الشعب التونسي ليكونوا موالين لهم.
ما تعليقك على مقولة أحدهم بأنه لا داعي للقلق علي شعب متحضر متعلم ليس لديه مواطن أمي واحد؟
هذه حقيقة نفتخر بها لأن شعبنا متحضر، ومثقف، وواعٍ، وهذا يظهر في سلوكه عندما أقام انتفاضته الأخيرة فلم تحدث حالة تخريب واحدة.
ماذا عن الاستراتيجية التكتيكية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في خضم المشهد السياسي الحالي؟
سيادة الرئيس قيس، منذ ترشيحه للرئاسة يضع شعارا يقول: (الشعب يريد)، وهو يطبقه بالفعل على أرض الواقع بكل حنكة وخبرة سياسية وخوف حقيقي على مصير الشعب التونسي، وحرص أكيد على أبناء تونس أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة.
وفي النهاية أريد للشعب التونسي اللحمة وكل الخير، وأن يلتف الجميع حول الوطن للنهوض به وتحقيق التقدم في كل شيء، وهذا رهان واختبار للمواطن التونسي أثق بأنه سيجتازه بامتياز بثقافته ووعيه الشديدين.