بقلم :ماهر المهدي
(زمان التركية)-الإنسان في ذاته هو مجتمع الاضداد ، ففيه تظهر الطيبات وتزرع على يديه وفي الإنسان أيضا تنبت الشرور والأحقاد وتستعر نارا قد تطال أناسا وبلادا كثيرة . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كل يوم على قلوب المتابعين للطغاة الكاذبين هو : كيف يمكن علاج هذا الكم الهائل من الكذب الملفق الذي استخدام لتدمير أناس والزوج بهم في السجون ، والاستيلاء على أموال أناس وحرمانهم وأسرهم منها وهم في حالة ذهول وصدمة لا تفسر ؟ هل يمكن للاعتذار يوما ما أن يكفي لمحو الجرائم والتكفير عنها ؟ هل يكفى الاعتذار يوما لإعادة ثروات الناس الى أيدبهم وعلاج ما مروا به من ظلم وما عايشوه من ظلام مقهورين مرعوبين في أوطانهم وبين جنباتها ؟ هل يكفى الاعتذار يوما لإعادة الحياة إلى من قضوا نحبهم مذعورين محطمين مشوهى السمعة بالباطل والعدوان ؟
ان الطغاة يصلون أو يمثلون دور المصلين الخاضعين الخاشعين ، فهل تغفر السماء وتتجاوز عن الجرائم وعن الافتئات وعن أكل أموال بالباطل وعن تشتيت المعارضين ومطاردتهم حتى خارج بلادهم بالويل والثبور ؟ هل تتجاوز السماء عن الطغاة وتقبلهم ، أم أن الطغاة لا يأبهون حقا بصفح السماء ويستمرؤون الحياة في مسرحيتهم الخطيرة التي لا يشاركهم الإعجاب بها من أحد سواهم هم وتابعوهم المحبون والمغلوبون المستضعفون ؟ فاليلعب الطغاة ما شاؤوا من المسرحيات الهزلية المثيرة للرثاء وليضحكوا ان أرادوا ، اليس غدا بقريب ؟
ان الخارجين على القانون والناهبون لأموال الدولة وأموال الناس يسقطون كل يوم في بلاد الدنيا من عل . يسقطون من على مناصبهم الرفيعة الى غياهب السجون دون حضانات ودون حاشية ودون معجبين أفاقين . وعندما يسقط الطغاة يشكر الناس السماء على عدالتها التي تأتي عاجلا أو آجلا . فالله هو العدل وهو المطلع الذي لا ينام ولا بخدعه الخادعون .
اننا نؤمن بأهمية إحترام ما كل ما هو ” طيب ” وعدم إلقائه مكبلا مع الشر في حزمة واحدة إلى سلة المهملات . بل ربما يظل هناك أمل في ان تفيض الطيبات على شاطىء الشرور وتبنت فيها نبتا طيبا .