أنقرة (زمان التركية) – صدرت قرارات اعتقال بحق 229 شخصا في إطار العمليات التي تنفذها السلطات التركية منذ سنين ضد متعاطفين مع حركة الخدمة بدعوى صلتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.
يذكر أن الحكومة التركية تنفذ عمليات اعتقال وفصل ضد موظفين ومدنيين بدعوى مشاركتهم في تحقيقات الفساد والرشوة عام 2013 التي اعتبرتها انقلابا عليها، ومحاولة الانقلاب التي باءت بالفشل عام 2016 بحسب الرواية الرسمية.
وشنت قوات الأمن حملات متزامنة في 47 مدينة، مركزها إزمير غرب تركيا، ضد 229 شخصا بدعوى صلتهم بحركة الخدمة، وذلك على خلفية بلاغات وشهود عيان سريين العاملين في الجيش، بينهم طلاب في الأكاديمية العسكرية.
وتضمنت قرارات الاعتقال 143 طالبًا سابق بالثانوية العسكرية تم فصلهم عقب المحاولة الانقلابية و16 من القوات البحرية و26 من القوات البرية و20 من القوات الجوية و21 من قوات الدرك و3 من قوات خفر السواحل.
وذكرت مصادر أن قرارات الاعتقال شملت 2 برتبة مقدم ورائد، و2 برتبة نقيب، و8 برتبة ملازم أول، و5 برتبة ملازم، و54 برتبة ضابط صف، و14 برتبة رقيب أول.
يذكر أن هذه الاعتقالات وعمليات الفصل والطرد تستند إلى مزاعم تدبير حركة الخدمة للانقلاب الفاشل، إلا أنه منذ عام 2016 حتى اليوم صدرت الكثير من الاعترافات من أسماء حكومية وموالية لها كشفت براءة الحركة من هذه التهمة.
وآخر هذه الاعترافات جاء على لسان زعيم المافيا سادات بكر الذي كان بين أبرز مؤيدي حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان، لدرجة أنه هدد المعارضين بقتلهم وتعليق أجسادهم على أعمدة النور في الشوارع إذا ما حدث أي سوء لشعرة واحدة لأردوغان، ثم حدثت وقيعة بين الطرفين في أعقاب حملات أمنية انطلقت ضد رجاله في تركيا.
قال سادات بكر: “إن وزير الداخلية سليمان صويلو وزع أسلحة غير مسجلة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة أيضًا”، والتي شهدتها تركيا في 15 يوليو 2016. سياق جملة زعيم المافيا التي قال فيها “سليمان صويلو وزع أسلحة عقب محاولة الانقلاب أيضًا”، وتحديدًا كلمة “أيضًا” تدل على أن عملية توزيع أسلحة على يد الوزير جرت قبل وأثناء وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة، التي تقول الأغلبية الساحقة من المعارضين إنها كانت “انقلابا مدبرا”.
سادات بكر أوضح في سلسلة تغريدات جديدة على تويتر أن بنادق المشاة المعروفة باسم أي كي 47 (AK-47) تم نقلها في سيارة تابعة لشركة “أوز يورتلار”، وتسليمها إلى نائب رئيس فرع اللجان الشبابية لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول عثمان توماكين في منطقة بالاط من المدينة.
وأردف سادات بكر: “السيارة التي نقلت الأسلحة كان على متنها كل من رئيس فرع اللجان الشبابية لحزب العدالة والتنمية عبد الصبور سوغانلي والموظف العامل في وزارة الداخلية أحمد أوناي. كنت أهديت سيارة لهذا الرجل”.
تابع زعيم المافيا: “أيٌّ من تلك الأسلحة الموزعة على الناس من قبلك (يا سليمان صويلو) لم تكن مسجلة في جرد أملاك الدولة. لماذا واصلتَ توزيع هذه الأسلحة حتى بعد انقلاب 15 يوليو 2015 مع الكيان المشبوه الذي يقف وراءك ويخطط لجعلك رئيسا للبلاد؟”.
وذكر سادات بكر أن صويلو، الذي كان وزير العمل والضمان الاجتماعي ليلة محاولة الانقلاب، ذهب إلى مبنى التليفزيون الرسمي، مضيفًا بقوله: “عندما تمت مداهمة مبنى التليفزيون الرسمي “تي آر تي”، كان هناك العديد من المدنيين، وجميعهم يحملون بنادق كلاشينكوف. هذه الأسلحة لم تكن مسجلة في جرد أملاك الدولة أيضًا”.
بعد هذه التصريحات المثيرة، نشر أمر أولور؛ المستشار الإعلامي لسادات بكر، صورة يظهر فيها كل من رئيس فرع اللجان الشبابية لحزب العدالة والتنمية عبد الصبور سوغانلي والموظف العامل في وزارة الداخلية أحمد أوناي، وعلق عليها قائلاً: “هذه الصورة التقطت في ميدان أسنيورت بمنطقة بالاط بعدما أنجزا عملية نقل الأسلحة التي تحدث عنها سادات بكر.. حقا إن الإعلام الاجتماعي مكان خطير للغاية!”.
في حين وجه رئيس اللجان الشبابية لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول سابقًا سليم تامورجي أصابع الاتهام إلى الرئيس أردوغان مباشرة، حيث قال في تصريحات على شاشة القناة الخامسة المحسوبة على حزب السعادة ذي التوجه الإسلامي: “هل هناك أي شخص بمقدوره أن يضع بنادق كلاشينكوف في سيارة تابعة للجان الشبابية لحزب العدالة والتنمية بدون علم رئيس جمهوريتنا؟”.
وأكد تامورجي أن وزير الخزانة والمالية السابق وصهر الرئيس برات ألبيراق متورط في موضوع توزيع الأسلحة على المدنيين قبيل وبعد الانقلاب الفاشل أكثر من صويلو.
وكانت دعوة أردوغان ليلة محاولة الانقلاب المواطنين المدنيين، بدلا من قوات الأمن الواقعة تحت سيطرته، للنزول إلى الشوارع بهدف التصدي لمجموعة قليلة من الجنود الذين توجهوا إذعانا لأوامر قادتهم إلى جسر البوسفور بعد تلقيهم إنذارا بوقوع هجوم إرهابي كبير، أثارت تساؤلات تظل دون إجابة حتى اليوم.