تقرير: ياوز أجار
أنقرة (زمان التركية) – ساق زعيم المافيا التركي سادات بكر اعترافًا خطيرًا يتعلق بالأيام التي كان فيها مواليا لنظام أردوغان ورموزه ويسلط الضوء على ملابسات ما سمي بالانقلاب الفاشل في عام 2016، وذلك قبل ستة أيام من ذكراه الخامسة.
قال سادات بكر: “إن وزير الداخلية سليمان صويلو وزع أسلحة غير مسجلة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة أيضًا”، والتي شهدتها تركيا في 15 يوليو 2016.
سياق جملة زعيم المافيا “سليمان صويلو وزع أسلحة عقب محاولة الانقلاب أيضًا”، وتحديدًا كلمة “أيضًا” تدل على أن عملية توزيع أسلحة على يد الوزير جرت قبل وأثناء وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة، التي تقول الأغلبية الساحقة من المعارضين إنها كانت “انقلابا مدبرا”.
يصر سادات بكر المقيم في إمارة دبي، والمطلوب بتهمة قيادة منظمة إجرامية، على استهداف وزير الداخلية سليمان صويلو بشكل مستمر منذ الحملات الأمنية التي انطلقت ضد رجاله في تركيا، بعد أن كان من أهم مؤيدي حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان، لدرجة أنه هدد المعارضين بقتلهم وتعليق أجسادهم على أعمدة النور في الشوارع إذا ما حدث أي سوء لشعرة واحدة لأردوغان، على حد تعبيره.
سادات بكر أوضح في سلسلة تغريدات جديدة على تويتر أن بنادق المشاة المعروفة باسم أي كي 47 (AK-47) تم نقلها في سيارة تابعة لشركة “أوز يورتلار”، وتسليمها إلى نائب رئيس فرع اللجان الشبابية لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول عثمان توماكين في منطقة بالاط من المدينة.
1- Kıymetli dostlarım, seri tweetler halinde Esenyurt belediyesiyle ilgili iki ayrı paylaşım yaptım. Buradaki amacım Esenyurt belediyesinin bizim süslü süleymanın ve onu gelecekte cumhurbaşkanı yapma düşüncesinde olan güç odaklarının bu ülkeyi merkez üs olarak…
— Sedat Peker (@sedat_peker) July 8, 2021
وأردف سادات بكر: “السيارة التي نقلت الأسلحة كان على متنها كل من رئيس فرع اللجان الشبابية لحزب العدالة والتنمية عبد الصبور سوغانلي والموظف العامل في وزارة الداخلية أحمد أوناي. كنت أهديت سيارة لهذا الرجل”.
تابع زعيم المافيا: “أيٌّ من تلك الأسلحة الموزعة على الناس من قبلك (يا سليمان صويلو) لم تكن مسجلة في جرد أملاك الدولة. لماذا واصلتَ توزيع هذه الأسلحة حتى بعد انقلاب 15 يوليو 2015 مع الكيان المشبوه الذي يقف وراءك ويخطط لجعلك رئيسا للبلاد؟”.
وذكر سادات بكر أن صويلو، الذي كان وزير العمل والضمان الاجتماعي ليلة محاولة الانقلاب، ذهب إلى مبنى التليفزيون الرسمي، مضيفًا بقوله: “عندما تمت مداهمة مبنى التليفزيون الرسمي “تي آر تي”، كان هناك العديد من المدنيين، وجميعهم يحملون بنادق كلاشينكوف. هذه الأسلحة لم تكن مسجلة في جرد أملاك الدولة أيضًا”.
بعد هذه التصريحات المثيرة، نشر أمر أولور؛ المستشار الإعلامي لسادات بكر، صورة يظهر فيها كل من رئيس فرع اللجان الشبابية لحزب العدالة والتنمية عبد الصبور سوغانلي والموظف العامل في وزارة الداخلية أحمد أوناي، وعلق عليها قائلاً: “هذه الصورة التقطت في ميدان أسنيورت بمنطقة بالاط بعدما أنجزا عملية نقل الأسلحة التي تحدث عنها سادات بكر.. حقا إن الإعلام الاجتماعي مكان خطير للغاية!”.
https://twitter.com/emreolurr/status/1413560726229291008?s=20
في حين وجه رئيس اللجان الشبابية لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول سابقًا سليم تامورجي أصابع الاتهام إلى الرئيس أردوغان مباشرة، حيث قال في تصريحات على شاشة القناة الخامسة المحسوبة على حزب السعادة ذي التوجه الإسلامي: “هل هناك أي شخص بمقدوره أن يضع بنادق كلاشينكوف في سيارة تابعة للجان الشبابية لحزب العدالة والتنمية بدون علم رئيس جمهوريتنا؟”.
وأكد تامورجي أن وزير الخزانة والمالية السابق وصهر الرئيس برات ألبيراق متورط في موضوع توزيع الأسلحة على المدنيين قبيل وبعد الانقلاب الفاشل أكثر من صويلو.
وكانت دعوة أردوغان ليلة محاولة الانقلاب المواطنين المدنيين، بدلا من قوات الأمن الواقعة تحت سيطرته، للنزول إلى الشوارع بهدف التصدي لمجموعة قليلة من الجنود الذين توجهوا إذعانا لأاوامر قادتهم إلى جسر البوسفور بعد تلقيهم إنذارا بوقوع هجوم إرهابي كبير، أثارت تساؤلات تظل دون إجابة حتى اليوم.
تصريحات زعيم المافيا الصادمة أعادت للأذهان الهجوم الذي شنّه كاتب مقرب من وزير داخلية تركيا الأسبق محمد أغار على وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو، مهددا إياه بالكشف عن خطوات مثيرة للشبهات اتخذها في ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
الصراع بين الوزيرين بدأ بعدما رد محمد آغار على مزاعم سادات بكر بأنه هدد مالك شركة “بالمالي” القابضة، مبارز مانسيموف قربان أوغلو، واستولى على مرسى “ياليكافاك” التابع له في بودروم، حيث قال: “أنا هنا مدير بقرار من مجلس الإدارة. من الواضح ما سيحدث عندما نبتعد عن هنا، لو لم أكن أنا هنا لكانت المافيا استولت على الميناء”، على حد تعبيره.
هذا التصريح دفع وزير الداخلية سليمان صويلو إلى الرد قائلا بأن تصريحات محمد آغار المعنية كانت مهينة لمؤسسات إنفاذ القانون، مما اضطر أغار للاعتذار إليه.
وقال صويلو إن شخصًا مثل أغار كان قد عمل سابقًا في الدولة لا ينبغي أن يكون لديه وظيفة في مرسى ياليكافاك، وأضاف: “لو كنت أنا، لتركتها في غضون 48 ساعة”.
بعد هذا التراشق الكلامي بين الوزيرين، أقدم الكاتب الصحفي تولجا شاردان، المعروف بصلته الوثيقة مع محمد أغار، الذي يصفه زعيم المافيا سادات بكر بـ”رئيس الدولة العميقة”، على نشر مقال في مطلع الشهر الماضي بموقع (TR24) بعنوان: “أسئلة موجهة إلى وزير الداخلية سليمان صويلو”، ليكشف الصراع الذي اندلع بين الوزيرين بعد الادعاءات المتبادلة بين الطرفين بالتجارة بالمخدرات والتورط في أعمال غير قانونية.
ووجه الكاتب شاردان عديدًا من الأسئلة للوزير سليمان صويلو، نيابة عن محمد أغار، من بينها: “بعد أن تبين أن منظمة فتح الله كولن (حركة الخدمة) هي التي تدبر أحداث ليلة 15 يوليو 2015 -وفق الرواية الرسمية-، هرع جميع السياسيين إلى مقر البرلمان للتضامن تحت سقفه، لكنك توجهت إلى مقر التلفزيون الرسمي (الذي كان تحت احتلال الانقلابيين).. ما الدافع وراء ذلك؟”.
والسؤال الآخر الذي وجهه الكاتب للوزير هو: “هل أجريت أي مكالمة هاتفية عبر هاتف قريبك المدعو صادق صيولو الذي كان بجانبك ويتابع الأحداث ليلة الانقلاب في حديقة المقر الإداري للتلفزيون الرسمي (TRT)؟”.
وانتقل الكاتب لسؤال آخر مفاده: “هل تعلم –أيها الوزير- أن أجهزة الأمن في العاصمة أنقرة كانت تتنصت على مكالمات الشخص الذي تكلمت معه عبر هاتف قريبك ليلة الانقلاب بقرار صادر من النيابة العامة بتهمة بيع المخدرات؟”.
طرح الكاتب سؤالا جديدا قائلاً: “هل دعوت ذلك الشخص المشتبه به الذي تواصلت معه عبر هاتف قريبك إلى مقر التلفزيون الرسمي مع المجموعة (المافيوية) التي ينتمي إليها من أجل تكليفهم بمكافحة الجنود ومنع سيطرتهم على التلفزيون ليلة الانقلاب؟”.
ثم وجه الكاتب السؤال الأخير على أن يرد عليه الوزير سليمان صويلو قائلاً: “هل تعلم أن التسجيلات الخاصة بمكالمات ذلك الشخص المشتبه به يحتفظ بها في قسم الودائع بمحكمة أنقرة من أجل فتح تحقيق قضائي في المستقبل؟”.
وأكد كل من المحللين المعروفين أمر الله أوسلو وجوهري جوفين أن مقال الكاتب حمل تهديدا من وزير الداخلية الأسبق محمد أغار لوزير الداخلية الحالي بأنه يمتلك تسجيلا صوتيا من شأنه أن يدمر “القصة” التي حاكها من أجل تصوير وتقديم نفسه بطلا أنقذ التلفزيون الرسمي من قبضة الانقلابيين.
وأشارا إلى أن أغار يتهم صيولو بالعلم المسبق بمحاولة انقلاب 2016 “الفاشلة” استنادا إلى توجهه إلى مقر التلفزيون الرسمي في وقت توجه جميع النواب إلى البرلمان للتضامن تحت مظلته تجاه الانقلاب المزعوم، بالإضافة إلى اتهامه بالاستعانة بعصابة مافيا تتاجر بالمخدرات.
–