روما (زمان التركية) – أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن تنظيم داعش ملفوظٌ شعبياً بالكامل من المجتمعات العربية، وأن فكره وممارساته مرفوضين من الأغلبية الساحقة من المسلمين، غير أن التجربة أثبتت أن قلة قليلة تعتنق هذا الفكر المنحرف باستطاعتها إحداث قدرٍ كبير من التدمير والتخريب في أي مجتمع.
جاءت كلمات الأمين العام خلال مشاركته في مؤتمر للتحالف الدولي المناهض لداعش يُعقد بالعاصمة الإيطالية روما اليوم 28 الجاري، ويُشارك فيه أكثر من أربعين وزير خارجية ورئيس منظمة دولية.
وأشار أبو الغيط في كلمته إلى أن المعركة مع “داعش التنظيم” لابد أن تسير جنباً إلى جنب مع الحرب على “داعش الفكر”، مؤكداً أن وحدة العمل الدولي هي كلمة السر في القضاء على داعش، وكلما تعززت هذه الوحدة كلما تراجعت فرص التنظيم في النمو ومباشرة تهديداته العابرة للحدود.
وخلال اجتماع وزاري عُقد في روما كذلك لمناقشة الأزمة السورية، حرص الأمين العام لجامعة الدول العربية على التأكيد على رفض الجامعة إلى تقسيم البلد عملياً إلى مناطق نفوذ بين قواتٍ وجيوش أجنبية تتواجد على الأرض السورية، كما حذر من أن تجميد الصراع في سوريا وخفض حدة العنف لا ينفي حقيقة ما يواجهه السوريون من تدهور متسارع في كافة ظروف الحياة، بحيث صار 11 مليوناً من بينهم في حاجة إلى مساعدات غذائية.
وشدد أبو الغيط في كلمته على أن الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد لمعالجة جذور الأزمة السورية، بدلاً من معالجة مظاهرها أو تسكين أعراضها، مُعرباً عن خيبة الأمل حيال غياب أي تقدم على المسار السياسي لتسوية الأزمة حتى الآن، وداعياً إلى التفكير بعمق في آليات لتفعيل هذا المسار تأخذ في الاعتبار التطورات الميدانية التي طرأت على الصراع خلال الفترة الماضية.
وشدد أبو الغيط على أن سوريا بلدٌ عربي الهوية والانتماء، بالتاريخ والجغرافيا والثقافة، وأن الدول العربية حريصةٌ كل الحرص على استقراره وعروبته، مؤكداً أن هذه العروبة تبقى حقيقة راسخة برغم أية تغيرات طارئة أو محاولات من أطراف إقليمية لسلخ سوريا من عروبتها، ودفعها لتبني أجندات غريبة عليها.
يذكر أن دول أجنبية متواجدة في سوريا في أعقاب الحرب الأهلية التي وقعت عام 2012، وتعد تركيا وروسيا أبرز القوى الأجنبية التي تمتلك نفوذا واسعا في سوريا، بجانب الولايات المتحدة وإيران.