أنقرة (زمان التركية) – قال سيزجين باران كوركماز، رجل الأعمال التركي المتورط في قضية احتيال بالولايات المتحدة، والمعتقل حاليا في النمسا، إنه يرفض تشبيهه برجل الأعمال التركي الإيراني الأصل، رضا ضراب، المعتقل حاليا في نيويورك.
رجل الأعمال كوركماز، الهارب والمتهم بغسيل الأموال في تركيا، رد بقسوة على من شبهوه بـ “رضا ضراب” المتورط في خرق العقوبات الأمريكية على إيران باستخدام النظام المصرفي التركي.
وقال كوركماز رداً على أسئلة صحيفة “سوزوجو” من مركز الاحتجاز في النمسا: “هذا اتهام مقيت للغاية. أنا لا أقبل. أنا مواطن تركي مخلص لعلمه ووطنه. إنه أمر مثير للاشمئزاز أن يكون مثل هذا الشيء موضع تساؤل”.
وأضاف كوركماز، الذي رفض اتهام الولايات المتحدة بالتورط في عمليات غسيل أموال، أن كل الحقائق ستظهر بالمحاكمة في أمريكا، فليس لديه شك في أنه بريء، وفق قوله.
وتابع كوركماز: “بغض النظر عمن تسأل، حتى لو سألت أحد المارة الذي يعرف القليل من القانون والتمويل، فسوف يخبرك في دقيقتين أن غسيل الأموال لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة. كل شيء عني واضح ومسجل”.
وأشار سيزجين باران كوركماز إلى رغبته في المحاكمة في بلاده تركيا وليس في النمسا أو الولايات المتحدة الأمريكية التي طالبت بتسليمه إليها.
وعن كيفية اعتقاله في النمسا، قال كوركماز: “كنت أقيم في منزل صديقي رجل أعمال ملياردير أجنبي. ذهبنا إلى الفندق لتناول القهوة، ليتم القبض علي وأنا أشرب القهوة”.
وردا على اتهامه بالاحتيال الضريبي في الولايات المتحدة الأمريكية وغسيل الأموال في تركيا، قال: “لا يوجد شيء من هذا القبيل. من الواضح في العقود أن المال حصلت عليه كقرض”.
وتتهم الولايات المتحدة رجل الأعمال سزجين باران كوركماز، الذي حظي وأفراد من عائلة كينجستون، بدعم من أعلى المستويات في تركيا، بتنفيذ عملية احتيال ضخمة، من خلال شركة متخصصة بالطاقة، إذ طالبوا بائتمانات ضريبية على أنواع الوقود المتجددة التي لم تنتجها الشركة على الإطلاق.
وبموجب ذلك حصل “إخوة كينجستون” مع شريكهم التركي سزجين باران كوركماز، على 512 مليون دولار أمريكي.
ويرى حقوقيون أن هناك احتمالية كبيرة بأن ترحِّل النمسا كوركماز، الذي سيمتثل أمام القضاء في الخامس من يوليو/ تموز القادم، إلى الولايات المتحدة.
وفي حال ترحيل كوركماز إلى الولايات المتحدة فمن المنتظر أن يخضع لعملية محاكمة في محكمة ولاية يوتا أشبه بتلك التي تعرض لها رجل الأعمال التركي، الإيراني الأصل، رضا ضراب، المتهم بخرق العقوبات الأمريكية على إيران عبر النظام المصرفي التركي.
وكانت السلطات الأمريكية قد ألقت القبض على رضا ضراب في التاسع عشر من مارس/ آذار عام 2016 بمدينة ميامي الأمريكية. وتم رفع دعوى قضائية ضده مع المطالبة بحبسه حتى 75 عاما بتهم الاحتيال وخرق العقوبات الأمريكية على إيران وغسيل الأموال والاحتيال البنكي.
وقام ضراب بإبرام اتفاق مع القضاء الأمريكي واعترف بتفاصيل تجارة غسيل الأموال ومنحه رشاوي إلى عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين.
وفي حال ترحيل كوركماز إلى الولايات المتحدة فسيواجه الحبس 225 عاما بتهم غسيل الأموال والاحتيال وعرقلة القضاء والتحقيقات.
وإذا قبل القضاء الأمريكي طلب إبرام اتفاق مثلما حدث مع ضراب فسيُطالب كوركماز بالاعتراف بكل التفاصيل. وستؤدي اعترافات كوركماز، الذي يُزعم تقديمه رشاوى للعديد من الأشخاص، من بينهم صحفيون ومسؤولون حكوميون في تركيا، إلى فضائح تحرج تركيا عالميا.
وجاء في لائحة الاتهام أن كوركماز تورط في عملية تبييض أموال بلغ مجموعها 301 مليون و 315 ألفاً و 477 دولاراً بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا.
وتورط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه القضية، حيث تم الاتفاق معه على تلقي تسهيلات رسمية تشمل دخول أنقرة بلا جواز سفر في حراسة الشرطة، ذلك مقابل شراء كينجستون قبل ثلاث أعوام لخطوط بورا جت Borajet الجوية بمساعدة رجل الأعمال الروسي ليف أسلان درمين الرجل الثالث في القضية، والمحتجز في السجون الأمريكية حاليا على ذمة القضية.
كما كشفت التحقيقات التي يجريها المدعي العام الأمريكي روبرت مولر عن مساعدة مسئولي الشركة في تنفيذ عمليات استخباراتية لحساب إردوغان في أمريكا.
و تم اعتقال أفراد من عائلة كينجستون في أغسطس 2018، قبل تمكنهم من السفر إلى تركيا.
وأفادت وزارة العدل الأمريكية أن الأموال التي حصل عليها كوركماز وشركاؤه في الجريمة من عملية الاحتيال تم استخدامها لشراء شركة الطيران التركية Borajet وفندق في تركيا وسويسرا ويخت يحمل اسم Queen Anne وفيلا فارهة وشقة بمضيق البسفور في إسطنبول.