أنقرة (زمان التركية) – يحفل الرأي العام التركي بنقاشات حول الأبعاد القانونية لعملية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وانعكاساته المحتملة على صناديق الاقتراع، حيث يرى الخبراء أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لن يخسر أصواته الانتخابية بل إن حزب العدالة والتنمية الحاكم هو من سيخسر أصوات الأكراد الداعمين له.
وفي هذا الإطار ذكر رئيس مؤسسة متروبول لاستطلاعات الرأي، أوزر سنجار، أن المشهد الذي سيتشكل في ختام قضية حل حزب الشعوب الديمقراطي يشير إلى احتمالية فقدان حزب العدالة والتنمية الحاكم 5 في المئة على الأقل من أصوات الناخبين الأكراد الداعمين له، أي أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيفقد ناخبيه الحاليين أثناء محاولاته ضمان الفوز بالانتخابات.
وكانت المحكمة الدستورية قد وافقت بالإجماع قبول مذكرة الادعاء المتعلقة بقضية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
وفي حديثه مع النسخة التركية لوكالة (دويتشة فيلة) الألمانية، أفاد سنجار أنه لا يعتقد أن أردوغان سيرغب في إغلاق الحزب الكردي.
كما أشار من جهة أخرى إلى أن نتائج الدارسات تعكس دعم 60 في المئة من ناخبي حزب الخير القومي المعارض لإغلاق الحزب الكردي، وأن الاعتداءات التي تم شنها على الحزب الكردي قبل قضية إغلاقه غرضها للتأثير على ناخبي حزب الخير ومنعهم من التضامن مع الأكراد.
وأكد سنجار أن السؤال الأساسي الآن بات يتشكل حول ما إن كان أردوغان صادقا بشأن قضية إغلاق الحزب أم لا.
وذكر سنجار أن هناك احتمالين لكيفية تأثير قضية إغلاق الحزب الكردي على أصوات الناخبين قائلا: “لنقل إنهم أغلقوا الحزب. في حال عدم السماح بخوض الشعوب الديمقراطي أو حزب سيكون امتدادا له في الانتخابات فستتوزع أصوات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وسيذهب غالبيتها إلى حزب الشعب الجمهوري، وقد تمتنع نسبة منهم من المشاركة”.
وأوضح سنجار أنه في حال خوض حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الانتخابات فلن تتوزع أصوات ناخبيه، قائلا: “بل إنه قد يحصل أيضا على أصوات الناخبين المستنكرين لقضية إغلاقه. في ظل الوضع الحالي يمنح 25 في المئة من الأكراد أصواتهم إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم. وفي حال إغلاق الحزب قد يفقد العدالة والتنمية 5 في المئة على الأقل من هذه الأصوات. أي أن العدالة والتنمية سيفقد ناخبيه الحاليين في وقت يحاول ضمان الفوز بالانتخابات. ناخب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لن يغير صوته بسبب قضية إغلاق الحزب”.
وأشار سنجار إلى التغييرات بقانون الانتخابات التي يعمل عليها حزب العدالة والتنمية، مفيدا أن الحد الأدنى من الأصوات لدخول البرلمان سيكون أكثر تأثيرا من إغلاق الحزب الكردي على أصوات الناخبين.
هذا وذكر سنجار أنه في حال خفض الحد الأدنى من الأصوات لدخول البرلمان إلى 7 أو 5 في المئة فإن الأصوات غير الكردية التي حصل عليها حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في انتخابات يونيو/ حزيران عام 2015 وتجاوزت 13 في المئة قد تعود مرة أخرى إلى أحزابها نظرا لأن الحزب الكردي لن يواجه حينها مشكلة في بلوغ الحد الأدنى لدخول البرلمان.