أنقرة (زمان التركية) – زعم صحفي تركي حصول نجل شقيق رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة، أوغوزهان أصيل تورك، الذي زاره الرئيس رجب أردوغان في منزله مؤخرا، على مناقصة للجيش.
الصحفي أورهان أوغور أوغلو كشف في مقال بصحيفة “يني تشاغ” التركية، أن شركة نجل شقيق أصيل تورك، حصلت على مناقصة القيادة العامة لقوات الدرك.
أوغور أوغلو اعتبر الزيارة التي قام بها الرئيس أردوغان، إلى منزل أوغوزهان أصيل تورك، أحد الشخصيات البارزة في الحزب خلال ولاية أربكان، في منزله خلال يناير الماضي، آتت ثمارها في التحالف بين أردوغان وأصيل تورك.
وأضاف أوغور أوغلو أن نتيجة الزيارة كانت التحالف السياسي والتجاري والأخلاقي والروحي، على حد تعبيره.
وحول المناقصة التي فازت بها شركة جمال أصيل تورك، ابن شقيق أوغوزهان أصيل تورك، قال الكاتب إن المناقصة طرحتها إدارة المخابرات بالقيادة العامة لقوات الدرك التابعة لوزارة الداخلية، وربح من ورائها جمال أصيل تورك مبلغ 3.8 ملايين دولار.
وهذا الأسبوع أعلن رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة ذي الخلفية الإسلامية، أوزهان أصيل ترك، بعد أن وجه انتقادات لاذعة لإدارة الحزب أنه سيتم إعداد قائمة جديدة تحت إشرافه في الجمعية العمومية الأولى، مشيرًا إلى أن الإدارة الحالية قد ابتعدت عن الخط السياسي للرئيس المؤسس نجم الدين أربكان، وأنه ليس من تقاليد حركة “ملي جورش” انتقاد الحكومة وحدها.
قال أوغوزهان أصيل تورك: “إذا رأينا خطأ في الناس من حولنا، فمن واجبنا تصحيح هذا الخطأ. عليهم الابتعاد عنا”.
الكاتب أوغور أوغلو لفت في مقالته الانتباه إلى المرشح الذي سيعينه أوغوزهان أصيل تورك لرئاسة حزب السعادة، وقال: “من هو المرشح؟ إنه قريب جدًا من أردوغان، نُشرت مقالاته أيضًا في صحيفة يني شفق، وعمل مستشارًا لمجلس البحوث العلمية والتكنولوجية في تركيا، وكبير مستشاري رئاسة الوزراء والبرلمان خلال فترة حزب العدالة والتنمية: إنه أ. دكتور. ميتي جوندوغان”.
المتحدث باسم الحزب، بيرول أيدين، أصدر بيانًا بعد تصريحات أصيل تورك، قال فيه “إن المجالس المعتمدة وهيئات اتخاذ القرار في حزب السعادة واضحة. وبالمثل، في نظامنا الأساسي، يتم اتخاذ القرار من قبل مجلس إدارة الحزب”.
تحت قيادة رئيس الحزب تميل كارامولا أوغلو، أكد أيدين أن أعضاء الهيئة الإدارية العامة وإدارة الحزب سيواصلون عملهم، وقال: “إن شعبنا يعرف سبب اعتراضنا على السياسات والمواقف والسلوكيات الخاطئة التي تسبب المشاكل”.
أظهرت تصريحات أوغوزهان أصيل تورك هذه أن النقاشات داخل حزب السعادة حول الانضمام إلى تحالف الشعب المعارض أو تحالف الجمهور الحاكم قد اندلعت.
بينما كان رئيس الحزب كارامولا أوغلو يتبع خطاً مقرباً من تحالف الشعب ضد الحكومة، اتخذ الرئيس رجب طيب أردوغان في الأشهر الأخيرة خطوات تظهر رغبته في ضم حزب السعادة إلى تحالف الجمهور.
في يناير/ كانون الثاني زار أردوغان، أصيل تورك أحد الشخصيات البارزة في الحزب خلال ولاية أربكان، في منزله وأعلن أنهم كانوا “يتحدثون عن تحالفات”.
تسبب هذا الاجتماع، الذي عقد دون علم كارامولا أوغلو، في إزعاج داخل الحزب.
بعد الاجتماع مع أردوغان آنذاك، قال أصيل تورك “إذا تقرر ذلك -التحالف- سيتم تنفيذه به قبل أسبوع واحد من الانتخابات. إذا شرحت هذا الآن، فسيحدث انقسام. لن أشرح الأمر. ما سأفعله سيبقى في قلبي.”
أضاف أصيل تورك، “لأننا نؤمن بأن المؤمنين إخوة، فإننا نتمنى علاقات طيبة بين الإخوة. نحاول خلق الأخوة وتنميتها دون أن نتأثر بالبيئة السلبية التي خلقتها الصراعات السياسية”، ما تم تفسيره على أنه رغبة في فتح باب التعاون مع حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ولا يفضل أردوغان الاستمرار في الاعتماد على حزب الحركة القومية المتطرف للحفاظ على بقاء حزبه في السلطة، ويسعى منذ فترة لضم أحزاب أخرى تتخذ موقفا ضد الحكومة للتحالف الحاكم أو على الأقل إحداث انقسام بداخلها. ومؤخرا رفعت الحكومة دعوى لحل حزب الشعوب الديمقراطي المعارض، كما يحاول التحالف الحاكم استقطاب زعيمة حزب الخير ميرال أكشنار، فيما نجح الرئيس أردوغان في فصل محرم إينجه عن حزب الشعب الجمهوري، وتأسيسه حزبا جديدا واستقطابه قيادات في حزبه السابق للانضمام إليه.