أنقرة (زمان التركية) – انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا كمال كليجدار أوغلو، رغبة أنقرة في إبقاء الجنود الأتراك فى أفغانستان، محذرًا من وضعهم في مواجهة مع حركة طالبان المتشددة.
يأتي ذلك تعليقا على إبلاغ تركيا الولايات المتحدة برغبتها البقاء في أفغانستان وتأمين وتشغيل مطار كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وخلال اجتماع اللجنة المركزية مساء الإثنين لأكبر أحزاب المعارضة برئاسة كليجدار أوغلو أدلى رئيس الحزب بتصريحات حول الوجود التركي في أفغانستان.
وشدد كليجدار أوغلو في تصريحاته على ضرورة عدم ترك القوات التركية في مواجهة مع طالبان، مفيدا أن طالبان ترفض أي وجود أجنبي في أفغانستان.
جاء ذلك بعد استعراض القيادي في الحزب أونال شفيق أوز ملفا تركزت محاوره الرئيسة حول “قمة حلف الناتو” و”طلب إرسال جنود أتراك إلى مطار كابل في أفغانستان”.
كما انتقد زعيم المعارضة التركية ما اعتبره تقديم الجنود الأتراك كقوات تعمل لحساب الولايات المتحدة داخل دولة سحبت الأخيرة قواتها منها.
ورفضت حركة طالبان اقتراح أنقرة بخصوص تأمين المطار الأفغاني، وطالبت تركيا بسحب قواتها من البلاد.
وقال المتحدث باسم طالبان، سهيل شاهين، إنه في إطار اتفاق انسحاب القوات الأجنبية الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة في فبراير 2020، يتعين على تركيا أيضًا سحب قواتها، وبالتالي رفض اقتراح أنقرة بتأمين مطار كابول بعد انسحاب قوات الناتو التي تقودها الولايات المتحدة.
وكانت تركيا تريد تحويل قواتها التي تتواجد في أفغانستان ضمن بعثة حلف الناتو لتولي مهمة تأمين مطار كابول نيابة عن القوات الأمريكية بدلا من سحبها.
رفض طالبان اقتراح أنقرة، يجعل الوجود التركي في أفغانستان بخطر، ويهدد حياة جميع الأتراك على الأراضي الأفغانية ويجعلهم هدفا للحركة المسلحة المتشددة.
وفي السياق ذاته كان البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، أوتكو تشاكير أوزار، انتقد ما اعتبره محاولة من تركيا لخطب ود الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على حساب أمنها.
وأوضح تشاكير أوزار أن الرئيس رجب أردوغان قدم هذا الاقتراح فقط من أجل إسعاد الرئيس بايدن وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، غير مكترث بأمن تركيا.
وتابع النائب المعارض: “عندما يغادر الجميع، سنكون الوحيدين المتبقيين في أفغانستان. لماذا؟ من أجل أن تكون إدارة الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة سعيدة وراضية!”.
وأشار تشاكير أوزار إلى أنه في حين أن حركة طالبان “المتطرفة”، التي سيطرت على البلاد، أكدت أنها لا تريد عناصر أجنبية على أراضيها، ستضع تركيا الآلاف من العناصر العسكرية والمدنية في خطر أمني هناك.
وأكد تشاكير أوزار على ضرورة أن تدعم تركيا أفغانستان، ولكن يجب أن يكون بإرادة وموافقة أفغانستان، وليس من أجل إسعاد الولايات المتحدة.