بقلم هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – هذا الحوار أجريته مع أحد المصرين المبدعين الخلوقين للغاية، اسمه رمزي ناجي أسعد، من أبناء محافظ الدقهلية وتحديدًا مدينة المنصورة الجميلة، له ابتكارات قيمة في مجالات عدة، ورؤًا جديدة تستحق النظر لكثير من المشكلات المعاصرة، وفضلًا عن ذلك هو رجل شديد الاحترام وصاحب أدب جم لا يختلف أحد على دماثة خلقه ورقيه ومحبته للجميع.
وكان نص الحوار كالآتي :
بداية كيف يمكنكم التعريف بشخصكم الكريم لقراء جريدة زمان؟
أنا من أكثر الأشخاص تعلقًا وعشقًا بعدد من العلوم ومنها علم الاقتصاد الذي عن طريقه يتعرف الفرد والمجتمع على سبل النجاح في الحياة من خلال صنع القرار الأكثر رشدًا للوصول إلى حالة من إشباع احتياجاته الأساسية فضلاً عن تحقيق الرفاهية الاقتصادية.. وتجسد وتبلور هدا العشق بالعلم من خلال عملي كمترجم بكلية الحقوق جامعة المنصورة.
ما هو الإطار الذي وضعه الاقتصاديون الأوائل للمشكلة الاقتصادية باعتبارها إحدى أهم أسس علم الاقتصاد؟
- بلور علماء الاقتصاد الأوائل إطارًا لتحديد الأبعاد التي تقوم عليها المشكلة الاقتصادية Economic Problem وهم بعدان أساسيان احتياجات الإنسان غير المحدودة Unlimited Needs في مقابل الموارد المحدودة Limited Resources.. وبناءً على دلك فالمشكلة الاقتصادية تتأسس على هذين البعدين وتنتج عن الفارق ما بين هذه الاحتياجات وتلك الموارد.. وعلى ضوء ذلك كثر الحديث في الأدبيات الاقتصادية عن مفهوم ندرة الموارد Scarcity of Resources وكيفية التعامل معها وهو ما يحد من قدرة الفرد على النظر خارج ذلك الإطار من أجل إيجاد حل لتلك المشكلة التي تؤرق الفرد وكذلك المجتمع في مختلف العصور والأماكن.. ويمكن تلخيص المشكلة الاقتصادية في المعادلة التالية: المشكلة الاقتصادية = الموارد المحدودة – الاحتياجات غير المحدودة
وفي ضوء ما تقدم نجد أن هذه المعادلة ثنائية الأبعاد Two Dimensional Equation غير كافية للتعامل بصورة ناجحة مع المشكلة.
- هذا الحديث يجعلنا نطرح سؤالًا على النحو التالي: ما هي المعادلة الناجحة القادرة على التعامل مع المشكلة الاقتصادية بكفاءة؟
- المعادلة الناجحة هي استكمال البعد الثالث للمشكلة الاقتصادية وهي المعرفة بكيفية الاستغلال الأمثل لهده الموارد Knowledge of Optimum Utilization وعليه تكون المعادلة كالتالي:
- المشكلة الاقتصادية=( الموارد المتاحة +المعرفة بكيفية الاستغلال الأمثل لتلك الموارد)- الاحتياجات غير المحدودة
فالبعد المعرفي المتمثل في البحث العلمي المتعلق بالاستغلال الأمثل للموارد المتاحة هو حجر الزاوية في التعامل مع المشكلة الاقتصادية بطريقة غير تقليدية تجعلنا أكثر ترابطًا مع الجانب العملي.
- وما هي الفوائد والانعكاسات التي تترتب على هذه المعادلة الجديدة؟
هناك الكثير من الفوائد التي ستنتج عن استخدام هذه المعادلة في التعامل مع المشكلة الاقتصادية وهي على سبيل المثال وليس الحصر: الاهتمام بالجانب البحثي في وضع السياسات المختلفة التي تشكل السياسة العامة للدولة مثل السياسة الاقتصادية والتعليمية والتشغيلية والتجارية فضلاً عن صقل الجانب المهاري العملي للفرد للتعامل بكفاءة مع التحديات الحياتية المتنوعة مع عدم الاكتفاء بالجانب النظري.
- هل هناك تحديات أو عراقيل تواجه تطبيق هذه المعادلة؟
- نعم، وأهم هذه التحديات هي سيطرة الفكر التقليدي الذي يحول ضد تقدم المجتمعات وبخاصة النامية منها والإبقاء على كل المفاهيم كما هي دون تحديث أو تطوير.. فالإنسان بحاجة للتفكير النقدي في كل جوانب الحياة لتعزيز الجوانب الايجابية والقضاء على الجوانب السلبية.