برلين (زمان التركية) – قالت وسائل الإعلام التركية إن المطالبة بترحيل ملهم حركة الخدمة فتح الله كولن من الولايات المتحدة، ستكون ضمن أجندة الرئيس رجب أردوغان خلال لقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع المقبل.
ويلتقي أردوغان لأول مرة مع جو بايدن في 14 يونيو الجاري على هامش قمة حلف الناتو في بروكسل.
ورغم أن تركيا تطلب من الولايات المتحدة تسليم فتح الله كولن بدعوى مسئولية حركة الخدمة عن انقلاب 2016 العسكري الفاشل، لكن واشنطن لم تقتنع بالأدلة التي تقدمها تركيا حتى اليوم.
الطلب الذي من المرتقب أن يقدمه أردوغان إلى بايدن، وفق تقارير إعلامية، سبق أن قدمه إلى إدارة دونالد ترامب وباراك أوباما دون نتيجة.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أشار إلى أن الطلبات التي تقدمت بها تركيا بخصوص فتح الله كولن وحركة الخدمة، كانت نتائجها سلبية.
وقال جاويش أوغلو في لقاء تلفزيوني الأربعاء بينما كان يشير إلى القضايا العالقة بين البلدين: “مكتب التحقيقات الفدرالي فتح تحقيقًا في قضية حركة الخدمة داخل الولايات المتحدة، والإدارة الأمريكية تلقت طلبا بخصوص مدارس الخدمة كذلك، لكن واشنطن لم تلبّ توقعاتنا ولم تدعمنا… الأمريكيون يتخذون الاحتياطات لأمنهم الداخلي، لكنهم لا يفكرون في أمن حليفهم”، على حد تعبيره.
يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أجرت زيارة إلى العاصمة التركية أنقرة في فبراير 2018، لتكرر أنقرة مرة أخرى لواشنطن مطالبتها بإعادة فتح الله كولن، لكنه أكد أنه ينظر إلى هذه القضية من زاوية الأدلة والبراهين التي تثبت الجرائم المسندة إليه، لافتًا إلى أن الحكومة التركية لم تقدم حتى اللحظة أدلة موثوقة في هذا الصدد.
وقال تيلرسون في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في ذلك الوقت إنه تناول مخاوف تركيا بشأن كولن وحركته خلال لقائه مع الرئيس أردوغان، وتابع: “لقد اتفقنا على مواصلة تحقيق وفحص الأدلة التي قد تقدمها الحكومة التركية لنا. ونحن نجري تحقيقاتنا المستقلة للتأكد من عدم قانونية أنشطة حركة الخدمة في الولايات المتحدة”.
وألمح وزير الخارجة الأمريكي إلى عدم تلقيهم من حكومة حزب العدالة والتنمية حتى اليوم أي أدلة مقنعة تدل على صحة اتهاماته ضد فتح الله كولن، حيث أعلن قائلاً: “نحن منفتحون ومترقبون لتلقي معلومات وأدلة جديدة قد تقدمها الحكومة التركية لنا بهذا الشأن”.
وقال رئيس تحرير موقع نورديك مونيتور السويدي الكاتب الصحفي المخضرم عبد الله بوزكورت، في رسالة نشرها عبر حسابه على موقع تويتر، تعليقًا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي المذكورة بشأن حركة الخدمة: “ريكس تيلرسون أعلن بصورة واضحة أن الحكومة التركية لم تقدم حتى اليوم إلى الولايات المتحدة أي دليل موثوق يدين الأستاذ فتح الله كولن”.
تجدر الإشارة إلى أن تحقيقات قضائية في الولايات المتحدة أثبتت استعانة الحكومة التركية بشركات علاقات عامة وجماعات ضغط لتشويه صورة فتح الله كولن وحركة الخدمة، بغرض إقناع الإدارة الأمريكية بالرواية التركية الرسمية وإعادته إلى تركيا.
يعزو مراقبون فشل جهود أنقرة في إعادة كولن إلى تركيا أن السلطات الأمريكية لا تقتنع بصحة الرواية الرسمية التركية عن أحداث الانقلاب الفاشل في 2016 لاحتوائها على تناقضات ونقاط غامضة، كما أنها تطالبها دومًا بتقديم الأدلة القانونية التي تثبت مزاعمها بحق فتح الله كولن وحركة الخدمة.
–
تركيا، فتح الله كولن، حركة الخدمة، أردوغان، بايدن