أنقرة (زمان التركية) – ادعت وسائل الإعلام التركية الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان، أن المخابرات القيرغيزية تقف وراء اختطاف المدير العام السابق لمدارس “سابات” أورهان إيناندي، في محاولة لنفي رواية أسرته التي تفيد بعكس ذلك.
ياتي ذلك بعد أن حظيت قضية اختفاء التركي الأصل أورهان إيناندي منذ أسبوع باهتمام واسع في قرغيستان ومن أعلى المستويات.
تتزايد الشكوك حول تعرض رئيس مجلس إدارة مدارس Sapat التركية في قيرغيزستان، أورهان إيناندي للاختطاف بهدف ترحيله قسرا إلى تركيا، فيما تكثف السلطات القرغيزية جهودها للعثور على المواطن القرغيزي من أصل تركي.
وأعلن محامو أورهان إيناندي أنهم تلقوا معلومات عن احتجاز موكلهم في مقر السفارة التركية بالعاصمة بيشكيك، مطالبين بوضع حد لعمليات الاختطاف والترحيل القسري.
وكانت الرئاسة القرغيزستانية نشرت بيانا أشارت خلاله إلى إصدار الرئيس صدر كاباروف تعليماته لوزارة الخارجية ولجنة الأمن الوطني بتكثيف أعمال البحث والتحقيق وإشراك قوات إضافية للعثور على إيناندي الذي يحمل أيضا الجنسية القرغيزية. كما تم طرخ القضية في البرلمان.
لكن الوقت الذي تلتزم فيه الجهات الرسمية في تركيا الصمت تجاه واقعة اختطاف إيناندي، أطلقت وسائل الإعلام الموالية أخبارا تلقي فيها اللوم على المخابرات القيرغيزية.
فرحات أونلو، مقدم برنامج TGRT Haber، ادعى أن أورهان إيناندي اختطف من قبل المخابرات القرغيزية.
أونلو، الذي حاول إزاحة التهمة عن مخابرات بلاده، قال في مقال له: شكلت الشرطة القيرغيزية مجموعة تحقيق لفحص سيارة إيناندي وفك لغز الحادث الغامض (!). ومع ذلك، فإن أولئك الذين أوقفوا سيارة إيناندي كانوا أعضاء في الخدمة السرية القرغيزية، لجنة الدولة للأمن القومي (GKNB). لذلك حتى لو كانت هناك عملية اختطاف، فقد نفذتها دائرة قيرغيزستان”.
يذكر أن هناك احتجاجات واسعة أمام السفارة التركية في قيرغيزستان من أجل التنديد بواقعة اختطاف إيناندي من قبل المخابرات التركية.
صحفي تركي، أخر كشف عن تهديدات تركية وصلت قرغيستان بتنفيذ انقلاب إذا لم تسلم “إيناندي” وقال إن جهاز المخابرات القرغيزي استجاب ونفذ عمليه الاختطاف بأمر من الرئيس.
الصحفي فرحات أونلو أراد هو الآخر في مقال بصحيفة “صباح” التركية أن يحول التهمة من جهاز المخابرات التركي إلى جهاز المخابرات القرغيزي.
أونلو زعم أنه في مساء 31 مايو قام جهاز المخابرات القرغيزسي باختطاف إيناندي، مفيدا أن الرئيس القيرغيزي صدر كاباروف رغب في اختطاف إيناندي وإعادته إلى تركيا كي يحظى بدعم الأخيرة، وذلك بعدما لم يحظ بدعم الصين وروسيا في صراعه الأخير مع طاجيكستان.
أونلو حاول تبرئة مخابرات بلاده من واقعة الاختطاف، رغم أن المسئولين الأتراك وعلى رأسهم الرئيس رجب أردوغان، تفاخروا عدة مرات بقدرتهم على اختطاف المعارضين من الخارج.
الصحفي التركي قال إن ترحيل إيناندي إلى تركيا يأتي قبيل الزيارة التي سيجريها الرئيس القيرغيزي إلى أنقرة في 18 يونيو/ حزيران الجاري، مشيرا إلى أن ذلك “مبادرة تصب في مصلحته” وفق تعبيره.
أونلو وجه تهديدا بحدوث انقلاب في قرغيزستان، وقال إن “قرغيستان ستشهد انقلابا في أكتوبر/ تشرين الأول القادم في حال عدم إعادتها إيناندي إلى تركيا وعدم تعاونها مع تركيا ضد حركة الخدمة”. هذا ولم يكشف أونلو عن مصدر هذه المعلومات.
وقالت زوجة المختطف خلال مؤتمر صحفي إنها سلمت ملف زوجها إلى الشعب القرغيزي، معبرة عن أملها بالوصول إلى زوجها قبل ترحيله قسرا إلى تركيا، كما أعربت عن امتنانها للجهود التي يبذلها المسؤولون القرغيزيون، وعلى رأسهم الرئيس، من أجل الوصول إلى زوجها.
إيناندي المختفي منذ الإثنين الماضي عثرت السلطات على سيارته في اليوم التالي بحي داخل مدينة بيشكيك.
وعقب الطلب الذي تقدم به أقاربه، أصدرت شرطة منطقة أوكتايابرسكي بيانا أعلنت خلاله تشكيل مجموعة بحث وتقصي تضم مفتشين مخضرمين، مفيدة أنه تم إجراء أعمال التحقيق والبحث اللازمة لتحديد موقع إيناندي.
يذكر أنه منذ نهاية عام 2016 بدأ الرئيس رجب أردوغان إصدار أوامره بخطف أي تركي يتعامل مع حركة الخدمة خارج حدود البلاد، وبدأت أجهزة المخابرات التركية حصر هؤلاء وتعقبهم بغية خطفهم وإعادتهم قسرًا لأنقرة ثم اعتقالهم وتعذيبهم ومحاسبتهم، ورغم عدم وجود حصر لأعداد المختطفين إلا أن هناك بعض الحالات التي تم تسليط الأضواء عليها.