إسطنبول (زمان التركية) – هاجم كاتب مقرب من وزير داخلية تركيا الأسبق محمد أغار المثير للجدل وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو، مهددا إياه، بشكل غير مباشر، بالكشف عن خطوات مثيرة للشبهات اتخذها في ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
الكاتب الصحفي تولجا شاردان المعروف بصلته الوثيقة مع محمد أغار الموصوف من قبل زعيم المافيا سادات بكر بـ”رئيس الدولة العميقة” نشر مقالا في موقع (TR24) بعنوان: “أسئلة موجهة إلى وزير الداخلية سليمان صويلو”، ليكشف الصراع الذي اندلع بين الوزيرين بعد الادعاءات المتبادلة بين الطرفين بالتجارة بالمخدرات والتورط في أعمال غير قانونية.
وكان سادات بكر استهدف عددا من المسئولين الحاليين والسابقين في سلسلة مقاطع فيديو يبثها من الخارج، ومن بين هؤلاء وزير الداخلية الأسبق محمد آغار ووزير الداخلية الحالي سليمان صويلو. من بين الاتهامات التي وجهت إلى آغار استغلاله نفوذه في شغل عدد من المناصب بشركات قطاع عام استغلها صويلو للهجوم على أغار الذي تأذى كثيرا، إذ اضطر حتى الآن للاستقالة من منصبيين شغلهما في ولاية بودروم.
ووجه الكاتب شاردان، عديدًا من الأسئلة للوزير سليمان صويلو، نيابة عن محمد أغار، من بينها: “بعد أن تبين أن منظمة فتح الله كولن (حركة الخدمة) هي التي تدبر أحداث ليلة 15 يوليو 2015 -وفق الرواية الرسمية-، هرع جميع السياسيين إلى مقر البرلمان للتضامن تحت سقفه، لكنك توجهت إلى مقر التلفزيون الرسمي (الذي كان تحت احتلال الانقلابيين).. ما الدافع وراء ذلك؟”.
والسؤال الآخر الذي وجهه الكاتب للوزير هو: “هل أجريت أي مكالمة هاتفية عبر هاتف قريبك المدعو صادق صيولو الذي كان بجانبك ويتابع الأحداث ليلة الانقلاب في حديقة المقر الإداري للتلفزيون الرسمي (TRT)؟”.
وانتقل الكاتب لسؤال آخر مفاده: “هل تعلم –أيها الوزير- أن أجهزة الأمن في العاصمة أنقرة كانت تتنصت على مكالمات الشخص الذي تكلمت معه عبر هاتف قريبك ليلة الانقلاب بقرار صادر من النيابة العامة بتهمة بيع المخدرات؟”.
طرح الكاتب سؤالا جديدا قائلاً: “هل دعوت ذلك الشخص المشتبه به الذي تواصلت معه عبر هاتف قريبك إلى مقر التلفزيون الرسمي مع المجموعة التي ينتمي إليها من أجل تكليفهم بمكافحة الجنود ومنع سيطرتهم على التلفزيون ليلة الانقلاب؟”.
ثم وجه الكاتب السؤال الأخير ليرد عليه الوزير سليمان صويلو قائلاً: “هل تعلم أن التسجيلات الخاصة بمكالمات ذلك الشخص المشتبه به يحتفظ بها في قسم الودائع بمحكمة أنقرة من أجل فتح تحقيق قضائي في المستقبل؟”.
وأكد كل من المحللين المعروفين أمر الله أوسلو وجوهري جوفين أن مقال الكاتب حمل تهديدا من وزير الداخلية الأسبق محمد أغار لوزير الداخلية الحالي بأنه يمتلك تسجيلا صوتيا من شأنه أن يدمر “القصة” التي حاكها من أجل تصوير وتقديم نفسه بطلا أنقذ التلفزيون الرسمي من قبضة الانقلابيين.
وأشارا إلى أن أغار يتهم صيولو بالعلم المسبق بمحاولة انقلاب 2016 “الفاشلة” استنادا إلى توجهه إلى مقر التلفزيون الرسمي في وقت توجه جميع النواب إلى البرلمان للتضامن تحت مظلته تجاه الانقلاب المزعوم، بالإضافة إلى اتهامه بالاستعانة بعصابة مافيا تتاجر بالمخدرات.
وكان محمد أغار، قال رداً على مزاعم سادات بكر، بأنه هدد مالك شركة “بالمالي” القابضة، مبارز مانسيموف قربان أوغلو، واستولى على مرسى ياليكافاك التابع له في بودروم: “أنا هنا كمدير بقرار من مجلس الإدارة. من الواضح ما سيحدث عندما نبتعد عن هنا، لو لم أكن أنا هنا لكانت المافيا استولت على الميناء”، على حد تعبيره.
من جانبه، رد وزير الداخلية سليمان صويلو على تصريحات أغار، وأشار إلى أن التصريحات المعنية كانت مهينة لمؤسسات إنفاذ القانون مما اضطر أغار للاعتذار.
وقال صويلو إن شخصًا مثل أغار كان قد عمل سابقًا في الدولة لا ينبغي أن يكون لديه وظيفة في مرسى ياليكافاك، وأضاف: “لو كنت أنا، سأتركها في غضون 48 ساعة”.
وكان من الملاحظ دفاع الرئيس أردوغان عن وزير داخليته سليمان صويلو ودعمه فيما يخص الاتهامات التي وجهها له سادات بكر، بينما لم يحظ محمد آغار المنتمي لحزب الحركة القومية بدعم مماثل.
كما ادعى سادات بكر أن محمد أغار هو من يشرف على الأعمال غير القانونية الدائرة في مثلث ولايات “إزمير آيدين وموغلا” الساحلية، وأنه من يدير أعمال ميناء إزمير، وأنه صاحب 5 أطنان من الكوكايين التي تم ضبطها بينما كانت تتوجه إلى مصنع كيماوي في مدينة إزمير، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يقف وراء مقتل بائع مخدرات في بلدة عطاء شهير بمدينة إسطنبول بسبب أموال قيمتها 50 ألف مليون يورو، بعد أن كشف في فيديوهاته السابقة أن ابنه تولجا أغار هو من قتل الطالبة الأذرية الدارسة في تركيا يلدانا كهرمان وقدم الحادثة للرأي العام على أنه انتحار.
سادات بكر ، أردوغان ، محمد أغار ، المافيا التركية ، المافيا وأردوغان