أنقرة (زمان التركية) – شهدت ولاية ريزة شمال تركيا، تجدد الاحتجاجات الشعبية ضد مشروع يهدد البيئة.
احتجاجات ريزة وهي مسقط رأس الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ينظمها سكان ضد مشروع محجر تريد الحكومة تنفيذه في وادي إكيزدارا.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، سلطت الضوء على الاحتجاجات ضد أردوغان في مسقط رأسه، حيث أوضحت أنها مثيرة للانتباه، لأن ريزا بها جمهور عريض مؤيد للرئيس التركي.
أضافت الصحيفة الأمريكية أن ريزا كانت لها دائمًا ميزان، الأولى أنها منطقة طبيعية رائعة لم تتأثر فيها الحياة البرية، والثانية هي نفوذ الرئيس رجب طيب أردوغان.
ذكرت نيويورك تايمز أيضًا أن أردوغان حصل على 77 في المائة من أصوات ريزا في الانتخابات الرئاسية في عام 2018.
وتابعت نيويورك تايمز: “لكن الآن، مع تعرض أردوغان لضغوط سياسية في جميع أنحاء البلاد، خرج بعض القرويين في مسقط رأسه ضد أردوغان لأسابيع، يعارضون خطة أردوغان التي هددت بتدمير 220 هكتارًا من المساحات الخضراء في المنطقة”.
وورد في التقرير أن الاحتجاجات في ريزا تعد “فرصة” للمعارضة في تركيا، حيث توافد سياسيون معارضون، في محاولة لإيجاد تصدعات في سلطة أردوغان.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان حاليًا في موقف دفاعي بسبب حالة الاقتصاد وإدارة الوباء.
نيويورك تايمز علقت على رد فعل الشرطة على الاحتجاجات في ريزا بالقول: “لم يعد أردوغان يتسامح مع الاحتجاجات بخلاف تلك التي ينظمها أنصاره”.
ويأتي الاحتجاج بعد انتهاء حظر على التظاهرات والفعاليات فرضته السلطات في ولاية ريزا شمال تركيا منتصف الشهر ولمدة أسبوعين.
مشروع المحجر تنفذه شركة جنكيز القابضة المملوكة لرجل الأعمال محمد جنكيز المعروف بقربه لحزب العدالة والتنمية الحاكم في منطقة غابات بوادي إشكنجادرا، مما يضر بالطبيعة.
وبجانب الاحتجاجات الشعبية، أبدى عدد من المشاهير رفضهم تدمير الطبيعة في ريزة.
جدير بالذكر أن المغني التركي الشهير، تاركان، كان قد أعلن دعمه لسكان المنطقة خلال الأيام الماضية وانتقد الحكومة بسبب موقفه من الأمر.
كما أبدى المؤرخ التركي الشهير إلبير أورتايلي، دعمه لاعتصام سكان قرية إيكيزدرا وأفاد في مقال له أن: “سكان القرية يحتجون على تدمير جغرافيا القرية لأجل المحجر المراد إنشاؤه والمقاولين الذين باشروا العمل بقطع غابة الكستناء. ريزا ستعاني عبء هذا النوع من المبادرات كسائر مناطق تركيا. ولهذا أرى سكان القرية محقون في اعتصامهم هذا”.
واننضمت المطربة التركية الشهيرة سيزين آكسو، إلى قائمة المحتجين على إقامة المحجر، وقالت عبر موقعها الرسمي إنها تدعم الاعتصام الذي بدأه سكان إشكنجادرا، وانتقدت الحكومة، قائلة: “السلطة المؤقتة التي منحناها للحكومة ليس تفويضا لها لتسلبنا حياتنا ومناطق عيشنا. هذا وطننا ووطن أمهاتنا وآبائنا وأبنائنا”.
وأضافت آكسو أنه في حال الإصرار على التعامل مع المواطنين بهذه الطريقة فإن الحكومة تتجاوز صلاحياتها وتفقد شرعيتها.