أنقرة (زمان التركية) – تجددت الانتقادات في تركيا للقرارات التي اتخذت العام الماضي بتوسيع التبادل التجاري مع فنزويلا وزيادة عدد الرحلات الجوية، عقب الادعاءات التي ساقها زعيم المافيا، سادات بكر، بشأن جلب المخدرات من فنزويلا.
ومن بين المنتقدين المحامي التركي من نقابة محامي أنقرة علي يلدز، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتابع عن كثب تطور العلاقات التجارية بين تركيا وفنزويلا، الأمر الذي قد يجلب للبلاد عقوبات اقتصادية.
يلدز الذي أوضح أن نائب الرئيس الفنزويلي، طارق العصامي، زار أنقرة عامي 2018 و2019، قال: “أعتقد أن وحدة مكافحة المخدرات بالولايات المتحدة تتابع عن كثب الشريط المصور الذي نشره سادات بكر بشأن تجارة المخدرات مع فنزويلا”.
وهناك دعوى القضائية في الولايات المتحدة ضد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، متهم فيها بالفساد وتهريب المخدرات والإرهاب المتصل بالمخدرات.
وطفت إلى السطح مجددا واقعة العثور على مخدرات مخبأة بقوالب الجبن القادم من فنزويلا في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2020، بعد أن قال سادات زعيم المافيا التركي المقيم في دبي بمقطع فيديو نشره هذا الأسبوع إنه في السابق كانت المخدرات تصل تركيا من كولومبيا، وأنه بعد أن صادرت السلطات في التاسع من يونيو/ حزيران من العام الماضي 4 أطنان و900 كيلوجرام من المخدرات القادمة من هناك، بات هناك مصدر جديد للمخدرات وهو فنزويلا، مشيرا إلى تورط إركان يلدريم نجل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم في جلب المخدرات من هناك.
وكان موقع بي بي سي في نسخته التركية نشر تقريرا في عام 2019 أشار خلاله إلى تحذير واشنطن لتركيا بشأن التجارة مع فنزويلا.
وذكر التقرير أن أنقرة تخضع لضغوط لإنهاء تجارة الذهب في فنزويلا بسبب احتمالية تورطها في خرق العقوبات الأمريكية على إيران وذكر أن واشنطن تشتبه في احتمالية إرسال هذا الذهب إلى إيران.
وتضمن التقرير أيضا تصريحات لمصادر تحدثت إلى بي بي سي حول تلقي تركيا تحذيرا بشأن تجارتها مع فنزويلا وأن العقوبات التي تستهدف قطاع الذهب في فنزويلا قد تتسع بشكل يتضمن أطراف ثالثة مثل: تركيا.
وأفاد الخبر أن فنزويلا قامت ببيع ذهب بقيمة 900 مليون دولار إلى تركيا خلال عام 2018 لتداوله في المصافي من ثم إعادة شرائه مرة أخرى غير أنه لا توجد سجلات تثبت إعادة بيع هذا الذهب إلى فنزويلا مرة أخرى.
وعلى إثر ذلك بات الرئيس رجب أردوغان متهما بتسهيل دخول المخدرات إلى تركيا بقرار التوسع في استيراد السلع من فنزويلا.
ماذا حدث؟
كانت الحكومة التركية برئاسة رجب أردوغان، أصدرت قرارا في مايو من عام 2020 باستيراد السلع الزراعية والغذائية من فنزويلا بدون ضرائب جمركية. وشمل القرار الكثير من السلع المتواجدة بوفرة في تركيا مثل الجبن الأبيض والأرز وبذور عباد الشمس والشوفان، مما أثار موجة انتقادات.
وظهر تقارب بين أردوغان ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، خاصة في الأزمة السياسية التي وقعت عام 2019 عندما أعلن زعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه رئيسا انتقاليا في البلاد.