أنقرة (زمان التركية) – اعتبر وزير الداخلية التركي الأسبق، سعد الدين طانطان، أن عدم استهداف زعيم المافيا التركي، سادات بكر، الرئيس رجب أردوغان، كباقي كبار المسؤولين في الحكومة، الذين كشف تورطهم في فضائح صادمة، هدفه مساومة أردوغان.
وأوضح طانطان إن سادات بكر بعث من خلال مقاطع الفيديو برسالة مبطنة لأردوغان يقول فيها: “لا تتركني لأجهزة الاستخبارات الخارجية، بل يمكن أن تستفيد مني.. استخدمني أنت بدلا من الآخرين”، بحسب رأيه.
واستهدف سادات بكر في عدد من مقاطع الفيديو يبثها من منفاه في دبي، عددا من رموز الدولة، كما تحدث عن تورط شخصيات بارزة في تجارة المخدرات.
وأشار طانطان إلى أن جميع تصريحات بكر لا تثير أي غبار ولا تقول أي شيء سيئ ضد الرئيس أردوغان، وقال: “سادات بكر لم يقل حتى اللحظة شيئًا سلبيًّا عن أردوغان، بل هو يضع أمام الشعب قائمة من الأسماء ويطالب أردوغان بتصفيتها”.
وكان سادات بكر قال في أحد مقاطع الفيديو عن أردوغان “نحن نلقبه بالأخ الكبير منذ التسعينات”.
وأشار طانطان إلى أن تركيا اليوم ابتعدت عن سيادة القانون، واستسلم كل الشعب لرأي وإرادة شخص واحد فقط للأسف.
وأكد الوزير السابق أن حكومة العدالة والتنمية لن تستطيع أن تخطو ولو خطوة واحدة ضد المنظمات الإجرامية في البلاد، وأنها غير قادرة على إنشاء دولة قانون ومجتمع نزيه من جديد.
وفسر وزير الداخلية الأسبق سبب ذلك من وجهة نظره، قائلا: “حزب العدالة والتنمية حزب تم تأسيسه بعد الحصول على تصريح من الولايات المتحدة من أجل تحقيق أهداف مشروع الشرق الأوسط الكبير. وكانت مهمته الأساسية في الداخل التركي هي تفريغ المؤسسات من محتواها، وتخريب القيم والأخلاق وتفتيت المجتمع، وقد حقق كل ذلك كما ترون”، على حد قوله.
من جهة أخرى تساءل رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، عن سبب عدم تعليق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الفضائح التي كشفها زعيم المافيا سادات بكر، وإصراراه على السكوت حيال التصريحات التي تصدر عن سادات بكر وتهز الرأي العام.
وتابع كيليتشدار أوغلو: “يبدو الأمر كما لو أن أردوغان لا يحكم هذا البلد على الإطلاق. أين هذا الرجل؟ تم العثور على مخدرات في ميناء إزميت ومرسين ولم يتم رفع دعوى قضائية. وهذا يعني أن هؤلاء الفاعلين في العالم السفلي اشتروا السياسيين”.
وبدأ سادات بكر قبل أسابيع الهجوم على عدد من رموز الدولة، بينهم وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو ووزير الداخلية الأسبق محمد آغار المنتميين إلى التيار القومي، بعد حملة أمنية انطلقت في أبريل الماضي ضد رجاله.