أنقرة (زمان التركية) – تحدث الصحفي التركي البارز عبد الرحمن ديليباك، عن “مفاجآت” مرتقبة.
الصحفي بجريدة يني عقد التركية، نشر تغريدة غامضة يبدو أنها تشير إلى التطورات السياسية التي تشهدها تركيا في الأيام الأخيرة.
وذكر ديليباك المقرب من الرئيس رجب أردوغان في التغريدة أن “شيء ما يحدث في أنقرة. استعدوا للمفاجآت”.
جدير بالذكر أن تصريحات زعيم المافيا التركية، سادات بكر، أحدثت مؤخرًا حالة من الجدل في البلاد.
واستهدف سادات بكر وزير الداخلية، سليمان صويلو القريب من حزب الحركة القومية، حليف الحزب الحاكم.
وسط هذه المعادلات المعقدة تكتسب مزاعم البيروفسيور أمين جورسيس، الذي تعرض هو الآخر للسجن في إطار تحقيقات “الدولة العميقة” أهمية قصوى، حيث يزعم أن أردوغان يواجه خطر الانقلاب على حكومته على يد وزيرين ورئيس مؤسسة!
ومع أنه لا يكشف عن أسماء هؤلاء الثلاثة إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن المقصود هو رئيس المخابرات هاكان فيدان، و”الوزيرين” هما وزيرا الدفاع خلوصي أكار والداخلية سليمان صيولو بأغلب الاحتمال، أو وزير آخر لا يظهر كثيرا في الشاشات.
وعلى الرغم من أن المحلل التركي المعروف سعيد صفاء يرى أنه ليس هناك أي خطر انقلاب ضد أردوغان، بل إن الأوراسيين يحاولون إحداث شرخ وصدع بين أركان التحاف الحاكم، أي الأطلسيين القدماء بقيادة دولت بهجلي ومحمد أغار، قبيل قرارات الإقالة أو الفصل التي سيواجهها خصومهم الجنرالات والضباط الأوراسيون في مجلس الشورى العسكري، غير أن المحلل الآخر أحمد نسين لا يرى هذا الاحتمال بعيدًا، حيث يقول بأن تصريحات زعيم المافيا، إلى جانب حالة الانسداد السائدة في كل المجالات، حشرت أردوغان في زاوية ضيقة، وهو الهدف الأعلى، وأن خلوصي أكار يمكن أن يدعو إلى تشكيل مجلس تأسيسي لإدارة المرحلة الحالية، ومن ثم التوجه إلى انتخابات مبكرة لتحديد الحكومة الجديدة في البلاد.
مهما كان الأمر، فإن أردوغان الذي لم ينبس ببنت شفة حتى اللحظة تجاه تصريحات زعيم المافيا الصادمة، رغم أنه يكشف فضيحة أكبر مما كان في 1996، يبدو عازمًا على التمسك بالسلطة مهما كلف الأمر، وأنه سوف يحاول الحصول على ضمان “عدم محاكمة” على أقل تقدير إذا ما انتقلت السلطة إلى أيادٍ جديدة.
لكن هناك احتمال آخر، قد يكون هو الأقرب إلى الصواب، وهو أن أردوغان “المحترف” في نصب مؤامرات ضد خصومه، يوظف سادات وتصريحاته في تدمير سمعة محمد أغار، إلى جانب وزير الداخلية سليمان صويلو، بهدف التخلص من منافسين محتملين داخل حزبه العدالة والتنمية وإطلاق عملية ضد الأطلسيين القدماء أيضًا بعد طيّ صفحة الأوراسيين.
هذا المشهد الغامض في تركيا يتطلب من الفاعلين الإقليميين والدوليين الذين يحاولون إعادة صياغة علاقاتهم مع النظام التركي، التريث والحيطة، حتى تتبلور ملامح الفترة القادمة في ظل وجود أردوغان أو غيابه بشكل أو بآخر.