أنقرة (زمان التركية) – أربك تراجع الطلب على السياحة في تركيا حسابات الحكومة والعاملين بالقطاع، وبينما يعتبر وباء كورونا سببا رئيسيا لانخفاض عدد السياح، تلعب السياسة الخارجية لتركيا دورًا آخر في هذه القضية.
ومع بلوغ إصابات فيروس كورونا في تركيا معدلات قياسية قامت السلطات بفرض إغلاق تام لنحو ثلاثة أسابيع، لكن ليس من المعروف ما إن كان الأمر سيفي بالغرض.
بدأت بريطانيا وفرنسا بإخضاع المسافرين الوافدين من تركيا لحجر صحي إلزامي الأم الذي ينعكس سلبا على قرارات السياح في الذهاب إلى تركيا.
وقبل هذه الخطوة قررت روسيا أكبر مصدر للسياحة التركية إيقاف الرحلات الجوية إلى تركيا.
وبينما تصدر تلك الدول قضية تفشي كورونا في تركيا كسبب لإجرائاتها إلا أنه لا يمكن التغافل عن التوترات السياسية.
وعقب التقارب بين تركيا وأوكرانيا، اتخذت روسيا قرارا بحظر رحلات الشارتر إلى تركيا في الفترة بين الخامس عشر من أبريل الجاري والأول من يونيو، فيما دعت نائبة رئيس الوزراء الروسي، تاتيانا غوليكوفا، شركات السياحة لوقف بيع تذاكر رحلات إلى تركيا بعد الأول من يونيو القادم، ما يشير إلى احتمال تمديد الحظر المفروض على السفر إلى تركيا.
كل هذه التطورات دفعت الحكومة التركية إلى بدء محادثات لإقناع الدول بالسماح لمواطنيها بالسفر إلى تركيا، وأجرى الرئيس التركي اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي في حين تعهد وزير الخارجية التركي لنظيره الألماني بتطعيم جميع الأشخاص الذين قد يتعامل معهم السائح خلال زيارته للبلاد وتوفير سياحة آمنة لهم.
وبدون شك تلعب السياحة دورا مهما في الاقتصاد التركي، غير أن إدراج العاملين بقطاع السياحة ضمن المجموعات ذات الأولوية في عملية التلقيح أثار موجة من الانتقادات بسبب عدم التوازن في التلقيح وعدم الالتزام بجدول التلقيح.
من جانبه تطرق ياشار شاليك، رئيس تحرير موقع
www.turizmgunlugu.com السياحي، إلى الأضرار التي تسببت فيها جائحة كورونا لقطاع السياحة وكيف سيكون شكل موسم السياحة المقبل.
وذكر شاليك أنه في عام 2019 استقبلت تركيا 51 مليون سائح غير أن هذا الرقم تراجع في عام 2020 إلى 15 مليون سائح مفيدا أن وزارة السياحة التركية تسعى هذا العام إلى استقدام نحو 30 مليون سائح غير أن العاملين في القطاع يرون أن تحقيق هذا الرقم أمر صعب.
هذا وأوضح شاليك أن العنصر الأساسي الذي يحدد مصير قطاع السياحة هو السياسة التي تتبعها البلاد مفيدا أن السلطات التركية لم تضع في الحسبان العاملين في قطاع السياحة أثناء تنفيذها حملاتها بالسياسة الخارجية.
لم يكن موسم 2021 كما كان متوقعًا بالنسبة إلى العاملين في قطاع السياحة في تركيا، حيث أوقفت روسيا رحلاتها إلى تركيا ووجهتها إلى مصر، فضلا عن عدم وجود سياح ألمان وبريطانيين، مع البدء في تطبيق حظر تجوال كلي بداية من 29 أبريل لمدة 17 يوما وقد يتم تمديده.
الشاغل المشترك للمهنيين السياحيين العاملين في مختلف مجالات القطاع الآن هو اقتراب موعد سداد القروض المؤجلة، حيث سيحاولون سدّ ديون قروضهم بالقروض والائتمان أيضًا.