أنقرة (زمان التركية) – جاء رد فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في صورة تصريحات كلامية بينما تشير كافة الخطوات الدبلوماسية التركية إلى انتظار تحقيق تقدم في تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
على الرغم من وصفه إسرائيل بأنها “دولة إرهاب” إلا أن أردوغان ينتظر بفارغ الصبر موافقة تل أبيب على تطبيع العلاقات، بعدما ساءت في 2018 على خلفية طرد السفير الإسرائيلي احتجاجا على استخدام العنف مع الفلسطينيين، وهي الخطوة التي تحاول تركيا التكفير عنها منذ ذلك الحين.
وقال أردوغان خلال حفل إفطار في ديار بكر يوم السبت: “العالم الذي لا يحمي القدس والمسلمين… خان نفسه وآثر الانتحار. إسرائيل دولة إرهاب وظالمة تعتدي على مسلمين يحمون مقدساتهم ويحافظون على وطنهم ومنازلهم التي يتوارثونها منذ آلاف السنين”.
أردوغان كان قد صرح علنًا في ديسمبر الماضي أنه يتمنى علاقات أفضل مع إسرائيل، مع الاستمرار في الوقوف إلى جانب فلسطين، مذكرًا بأن التعاون الاستخباراتي لم يتوقف أبدا مع تل أبيب، ومنذ ذلك الحين اتخذت أنقرة خطوات نحو تحسين العلاقات مع تل أبيب.
وتصدر تساؤلات من قبيل لماذا لا يقدم أردوغان، الذي يصوره الإعلام المحلي على أنه حامي الأقصى، الدعم العسكري إلى فلسطين، مثلما يفعل في سوريا وأذربيجان وليبيا ويكتفي بالتصريحات النارية تجاه إسرائيل فقط.
يرى محللون أن هدوء أردوغان يعود إلى أنه ينتظر نجاح عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل بوساطة أذرية ولا يريد تقويض مسار التطبيع بأي شيء آخر، خاصة أنه يعتبر تل أبيب بوابة تفاهم وسلام محتمل بينه وبين إدارة جو بايدن الجديدة في الولايات المتحدة.
وتقول تقارير إن إسرائيل تشترط لعودة العلاقات مع أنقرة وقف دعم حركة حماس.
وفي سبيل تحسين العلاقات السياسية بين البلدين، أرسلت تركيا دعوة رسمية إلى وزير الطاقة، يوفال شتاينتس، لحضور مؤتمر سياسي يعقد برعاية أردوغان في شهر يونيو المقبل. ويعبر شتاينتس من المقربين من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
وكانت أنقرة بادرت في ديسمبر الماضي بإعلان تعيين الدبلوماسي التركي أفق أولوتاش سفيرًا لدى إسرائيل، لكن تل أبيب لم تتخذ حتى الآن خطوة مماثلة.
ولم تتأثر العلاقات التجارية بين البلدين، إذ تشير أحدث البيانات إلى أن إسرائيل حلت خلال شهر أبريل الماضي في المرتبة الأولى من صادرات الصلب التركي بـ 389.5 مليون دولار.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال في تصريحات الشهر الماضي على قناة (خبر ترك): “هناك حاليا علاقة اقتصادية جيدة مع إسرائيل، غير أن العلاقات في المجالات المختلفة تحتاج إلى خطوات لإصلاحها” في دعوة لإسرائل من أجل اتخاذ خطوة إيجابية نحو بلاده.
يذكر أن أردوغان كان قد أعلن في عام 2013 أنه سيجري قريبا زيارة إلى قطاع غزة، إلا أن هذه الزيارة لم تتحقق رغم مرور 8 سنوات على هذه التصريحات، بينما أجرى زيارات مكوكية إلى كل أقطار العالم.
وفي الوقت الحالي تسعى أنقرة من وراء محاولات تطبيع العلاقات مع القاهرة وتل أبيب إلى محاولة تفكيك التحالف الذي تشكل ضد تركيا في شرق المتوسط حيث آبار النفط، ويضم كلا من إسرائيل ومصر واليونان وقبرص.