بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – في ندوة دعيت للتحدث بها، كانت بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، التابعة لوزارة الثقافة المصرية، كانت بعنوان “دور الأسرة ووسائل الإعلام في تشكيل الوعي الاجتماعي”، أقامها وأدارها الكاتب الصحفي حسن الشامي رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية.
وكان من بين المتحدثين في الندوة الدكتورة نوران فؤاد، الكاتبة والمستشار الثقافي، والقس رفعت فكري، رئيس مجلس إدارة الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية، والكاتب الصحفي في جريدة الأهرام والمصري اليوم وجرائد اخرى كثيرة، والسفير محمد العشماوي، والسفير السابق بوزارة الخارجية المصرية وآخرون.
تحدثت في كلمتي عن ثلاث ركائز أساسية من الأهمية بمكان قيام الأسرة عليها، وهي الركيزة الأولى:
الحداثة في التربية والتعلم، والاستشارة في التربية عن طريق المختصين، دون الاكتفاء بالمتوارث من الآباء والأمهات، مستشهدا بالواقع وما نحتاجه الآن، وبمقولة سيدنا الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الذي قال (ربوا أولادكم على غير ما ربيتم فلقد ولدوا في زمان غير زمانكم)
الركيزة الثانية: الاهتمام بتأسيس الأبناء وتربيتهم على الهوية الوطنية، الهوية التي يجب أن ننتمي إليها جميعا، كما يقول دولة رئيس وزراء مصر السابق العالم الدكتور عصام شرف.
وهويتنا الوطنية المصرية تستحق أن ننتمي إليها وحضارتنا جديرة بكل احترام وانتساب إليها، فهي الحضارة التي علمت العالم بشهادة الأجانب قبل المصريين، وأبهرت الجميع إلى الآن إلى الحد الذي جعل بعضهم وهي عمدة برلين تقول كيف سيكون شكل العالم لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة.
الركيزة الثالثة: الاهتمام بغرس القيم الإنسانية والأخلاق الأساسية في الأبناء منذ الصغر والتي منها، احترام الآخر واحترام اختلافه، باعتبار أن ذلك الأساس يمكن أن تبنى عليه أمة عظيمة متحضرة راقية. وفي هذا يقول فولتير (إن الرقي إذا طرق باب أمة سأل إذا ما كان لديهم حرية فكر أم لا فإذا كان لديهم حرية فكر دخل وارتقت الأمة وإذا لم يكن لديهم حرية فكر ذهب وتخلفت الأمة)
وأيضا التربية والنشأة على الاهتمام بقيمة العمل في حياتنا كأفراد وكشعب، وأنه أساس عودتنا الى أمجاد الأجداد ورفعة حضارتنا ومكانتنا الحقيقة بين شعوب العالم، وانتقالنا من شعوب العالم الثالث إلى شعوب العالم الأول.
ونحض أولادنا دوما على قيمة الإنسان الأولى أساس كل خير وفضيلة ألا وهي قيمة الحب، أن يحب بعضنا بعضا، أن نحب الجمال، وأن نبغض القبح ونطرده من كل شيء في حياتنا ونكافح ونحارب ونصر على أن تعود مصر أجمل وأفضل بعملنا وأخلاقنا ومحبتنا التي تسكن قلوبنا.
وختمت كلمتي في تلك الندوة منوها بأن أفضل كتاب توصلت إليه في مجال تربية الأبناء هو كتاب العالم محمد فتح الله كولن بعنوان تربية الأبناء وبناء شخصية متكاملة الصادر عن دار النيل للطباعة والنشر.
دامت حياة الجميع بكل حب وخير
ورمضان كريم