أنقرة (زمان التركية) – استنكر رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، صمت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على تهديد السفارة الصينية في تركيا لعمدة بلدية أنقرة، منصور يافاش، ورئيسة حزب الخير، ميرال أكشنار.
وقال داود أوغلو: “إن أردوغان الذي قال “one minute” في عام 2009 لإسرائيل متحديا رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت شمعون بيريز لأجل غزة في مؤتمر دافوس الاقتصادي، لماذا لا يقول “one minute” للصين، ولماذا يقف صامتا هكذا؟”.
وتابع رئيس وزراء تركيا الأسبق: “في ذلك اليوم، كان هناك فريق مستعد للتضحية بأرواحهم من أجل قيم الأناضول بجانب السيد أردوغان. لكن الآن صوت السيد أردوغان لا يظهر بوضوح، لأن بجانبه أصحاب إيديولوجيات انقلاب 1997 مثل رئيس حزب الوطن دوغو برينجك. هذا هو الاختلاف. لماذا لا تتحدث يا سيد أردوغان؟”
وأوضح داود أوغلو أن واقعة تهديد السفارة الصينية للمسؤولين الأتراك تعد من أكثر الأحداث إذلالا في تاريخ تركيا كلها.
وأكد رئيس حزب المستقبل أن ما فعلته السفارة الصينية مخالف لجميع الاتفاقيات الدبلوماسية، فهو يعد إهانة كاملة للتاريخ التركي العظيم، وإهانة لاستقلال تركيا، وتدخل في شؤونها.
وواصل داود أوغلو تساؤلاته قائلا: “من أين حصل السفير الصيني على هذه الشجاعة؟ السفراء لا يتصرفون بدون تعليمات من دولتهم. لذلك حصل على تعليمات مباشرة من الصين. من أين حصل الأصدقاء في الصين على هذه الشجاعة؟”.
وأشار داود أوغلو إلى أن سبب صمت أردوغان تجاه الصين هو حاجته للقاح الصيني.
وبعد تغريدة نشرتها ميرال أكشنار زعيمة حزب الخير بمناسبة الذكرى 31 لمذبحة “بارين” التي ارتكبها الجيش الصيني في تركستان الشرقية في شهر رمضان عام 1990، أكدت خلالها أن الشعب التركي لن ينسى إخوته في الأسر، ولن يسكت على اضطهاد الصين للأويغور، مشيرة إلى أن تركستان الشرقية ستصبح مستقلة يوما ما.
وكذلك تغريدة نشرها منصور يافاش قال فيها “على الرغم من مرور 31 عامًا، ما زلنا نشعر بألم المذبحة في تركستان الشرقية كأنها اليوم. أذكر شهدائنا بالرحمة”.
نشرت السفارة الصينية في أنقرة تغريدة عبر تويتر يوم الثلاثاء الماضي وقامت بعمل إشارة لحساب يافاش وأكشنار ضمن منشورها على تويتر، قالت فيها: “منطقة شينجيانغ الأويغورية ذاتية الحكم جزء لا يتجزأ من أراضي الصين. هذا واقع مقبول عالميًا ولا جدال فيه”.
Çin tarafı, herhangi bir kişi veya gücün Çin’in egemenliğine ve toprak bütünlüğüne herhangi bir şekilde meydan okumasına kararlılıkla karşı çıkmakta ve bunu şiddetle kınamaktadır. Çin tarafı, haklı karşılık verme hakkını saklı tutmaktadır.@meral_aksener @mansuryavas06
— Çin Büyükelçiliği Ankara/中国驻土耳其使馆 (@ChinaEmbTurkiye) April 6, 2021
وجاء في التغريدة أن “الجانب الصيني يعارض ويدين بشدة أي تحد لسيادة الصين ووحدة أراضيها من قبل أي شخص أو قوة”، وأن “الجانب الصيني يحتفظ بالحق في الرد العادل”، واعتبرت هذه التصريحات بمثابة تهديدات لهما.
وردا على ذلك أعلنت وزارة الخارجية التركية استدعاء السفير الصيني في أنقرة، دون الكشف عن تفاصيل.
يذكر أن حكومة أردوغان تُتّهم بالتخلي عن أقلية الأيغور من أجل المصالح الاقتصادية مع الصين.
وكانت بكين هددت تركيا بقطع العلاقات في حال استمرت اتهاماتها بإساءة معاملة الأويغور، وهو ما حرصت أنقرة على عدم حدوثه، ووضعت في سبيل ذلك قضية الأويغور ذوي الأصول التركية جانبا.
وفي مارس الماضي رفض نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان إدانة الصين فيما يتعلق بقضية الانتهاكات ضد الأويغور، وهو الطلب الذي قدمه حزب الخير برئاسة ميرال أكشنار، بينما أقر هذا العام كلا من البرلمان الكندي والبرلماني الهولندي بشكل منفصل قانونا يحدد ممارسات الصين ضد الأويغور بأنها “إبادة جماعية”.