أنقرة (زمان التركية) – نقلت إدارة سجن “تشاناق قلعة” التركية الأكاديمي والصحفي المعروف سادات لاتشينار إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بفيروس كورونا.
أسرة لاتشينار أكدت أنها لا تعرف اسم المستشفى التي تم نقله إليها، حيث لا تفصح إدارة السجن عن أي معلومات عنه.
لاتشينار البالغ من العمر 48 عاما والذي يعد من أهم وأبرز الأكاديميين في تركيا، معتقل في السجن منذ 20 يوليو 2016، بتهمة الصلة بحركة الخدمة والانقلاب المزعوم في 2016، رغم أنه كان في مقدمة المدافعين عن حزب العدالة والتنمية تجاه محاولات الانقلاب عليه منذ 2003 حتى 2008، وكذلك محاولات حله من قبل المحكمة الدستورية في 2007.
وأصيب لاتشينار بفيروس كورونا خلال الأسابيع الماضية، ثم نقل إلى الحجر الصحي بالسجن، ليتم نقله أخيرًا للمستشفى عقب تدهور حالته الصحية.
ويعاني لاتشينار من مرض السكري الحاد ومن مشكلة فتق قطني حاد، وألم بسبب حساسية الجسم، ومن التهابات الجلد، وكذلك متلازمة الإصبع الزنادية.
وبالإضافة إلى كل هذه الأمراض، فإن الأقسام المزدحمة والنظافة غير الكافية في السجن أدت إلى تفاقم أمراض لاتشينار.
ولم ترد السلطات التركية على التماس لاتشينار، الذي كان من المتوقع الإفراج عنه لأسباب صحية في ظل الظروف العادية، بأي شكل من الأشكال حتى الآن.
تعرض لاتشينار لاعتقال مؤقت أيضًا في عام 2015 باعتباره إحدى ضحايا التوجه القمعي لحكومة حزب العدالة والتنمية الذي لاحت في الأفق أماراته الأولى عقب وقوعها في فضائح الفساد والرشوة في 2013 وإقلاعها عن مفاوضات السلام مع الأكراد، وتراجعها عن مكافحة الدولة العميقة.
وأوضح لاتشينار حينها أنه ألقى القبض عليه لمجرد انتقاده الرئيس رجب طيب أردوغان، ومن ثم كتب من محبسه رسالة إلى رئيس وزراء تلك الفترة أحمد داود أوغلو قال فيها: “لست أنا من يرتكب أمرًا مخجلاً، بل إن الذين حبسوني دون وجه قانوني هم من يرتكبون أعمالاً مخجلة. إن الذين لا يستطيعون محاكمة الأشخاص الواجبة محاكمتهم أصلاً يبادرون إلى اعتقالي”، في إشارة منه إلى تحول أردوغان من مكافحة تنظيم أرجنكون (الدولة العميقة) إلى التحالف معه.
ووجه لاتشينار بعد نقل إلى المحكمة عقب قضاء أربعة أيام في الحبس، رسالة إلى القاضي عبر محاميه قائلا: “لقد اعتقلت ظلماً وعدواناً! وليس من الواضح حتى الجريمة التي تنسب لي. فهم يسردون العديد من مواد القانون لإدانتي لكن لا يوجد دليل واحد.وسبب اعتقالي هو كوني معارضًا. اعتقلوني لتوجيهي انتقادات عنيفة إلى أردوغان وسياساته. ما يحدث أمر مخزٍ للدولة. فاتهامي بسبب أفكاري وكوني معارضاً أمر مؤلم.. أنا لا أشعر بالخجل والخزي لأنني لم أقم بشيئ مخجل، بل هؤلاء الذين حبسوني هم من يفعلون أموراً مخجلة. فهؤلاء من يجب في الواقع محاسبتهم”.
يذكر أن لاتشينار سبق أن شغل منصب رئيس جامعة “18 مايو/أيار” الواقعة في تشانق قلعة غرب البلاد، وخطف الأضواء بتحليلاته العلمية والموضوعية المنشورة في مختلف الصحف، بما فيها الصحف الموالية للحكومة، وعلى رأسها صحيفة ستار، ليتم الحكم عليه أخيرا بالسجن 9 سنوات و 3 أشهر، بتهمة عضويته في حركة الخدمة التي تتهمها الحكومة بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل من دون تقديم أي دليل على هذا المدعى.