أنقرة (زمان التركية) – بدأ حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يتذمر من الانتقادات الموجهة إليه بعد اعتقال أحد مسؤوليه سابقا بتهمة تعاطيه المخدرات، معتبرًا ذلك مخالفًا لمبدأ “شخصية الجريمة والعقوبة”، لكن المحللين يؤكدون أن النظام الحاكم هو الذي صنع بيده هذا النوع من الشباب، رغم أن رئيسه رجب طيب أردوغان يتحدث دومًا عن تصميمه على بناء “جيل متدين”، على حد تعبيره.
فقد علق الصحفي التركي باريش ترك أوغلو، على واقعة موظف المكتب المركزي لحزب العدالة والتنمية الحاكم السابق كورشاد أيفات أوغلو، الذي ظهر في صور يتناول المخدرات، وأنكر في البداية إدمانه ثم أقر لاحقا.
ترك أوغلو كتب في مقال بصحيفة “جمهوريت” أن أيفات أوغلو أفضل مثال يفسر طبيعة النظام الحالي في تركيا، وأضاف قائلا: “من حين لآخر نرى تداول صور لهم يحتسون الخمر في عواصم العالم، ويترجلون من سيارة فارهة ليصعدوا إلى أخرى، ويحتضنون الفتيات داخل النوادي الليلية، ويتناولون المخدرات. عندما تصدر تلك الصور عن حزب يملي نمطا معينا من الحياة على الآخرين منذ سنوات فإن المسألة تصبح سياسية بطبيعة الحال”.
وكان وزير الداخلية سليمان صويلو عبر عن غضبه من الانتقادات التي وجهت لحزب العدالة والتنمية بعد اعتقال الموظف السابق في الحزب الحاكم، كورشاد أيفات أوغلو، مشيرا إلى أن هناك محاولة لتسييس القضية، بسبب علاقة أيفات أوغلو بحزب العدالة والتنمية.
وأضاف الكاتب ترك أوغلو منتقدًا الحزب الحاكم ذا الخلفية الإسلامية، أن من يتحدثون يوميًا عن الدين والإيمان يفسدون تركيا، قائلا: “جوهر الأخلاق الحسنة هو تصالح الإنسان مع فطرته وطبيعته. تركيا تبتعد عن طبيعتها كلما طغى عليها التيار المحافظ. عدد مزدوجي الديانة والملحدين في تزايد مستمر”.
وأضاف: “من يتظاهرون بإشارة رابعة على الملأ يعيشون حياة فرعون خلف الأبواب الموصدة. هذا النظام هو الذي خلق كورشاد أيفات أوغلو وأمثاله الذين يتعاطون المخدرات.. هذا النظام هو من يصنع أمثال كورشاد ومن ثم يلقي بهم إلى الهاوية”، على حد تعبيره.
واستخدم الرئيس رجب أردوغان ومسئولين من حزب العدالة والتنمية شارة “رابعة” التي ترمز إلى اعتصام جماعة الإخوان المسلمين في مصر على مدار السنوات الماضية، لكن مع التقارب التركي مع مصر مؤخرًا، يعتقد أن الحزب الحاكم سيتخلى عن هذه العادة.
يذكر أن المسؤول السابق بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، اعترف بأنه يتعاطى المخدرات، وذلك بعد أن دافع عنه مسئولو الحزب الحاكم من أجل عدم تشويه سمعة الحزب.
كورشاد أيفات أوغلو أثار الجدل بعد الإفراج المؤقت عنه عقب ادعائه أنه لم يتعاطَ الكوكايين، وأن ما ظهر في إحدى الصور له عبارة عن سكر بودرة، مؤكدا أن الموضوع بأكمله عبارة عن مزحة مع أصدقائه.
إلا أن أيفات أوغلو اعترف أمس بتعاطيه المخدرات بعد استجوابه مرة أخرى، وأوضح المتهم أنه انجر إلى مستنقع المخدرات، وكلما جذبه هذا العالم انجر إليه بشكل أكبر.
لكن المثير أن السلطات القضائية لم تعتقل أيفات أوغلو رغم اعترافه بجريمته، بل اكتفت بفرض إقامة جبرية عليه فقط، الأمر الذي أعاد للأذهان ما يتعرض له آلاف من الأبرياء، بينهم نساء، للاعتقالات التعسفية بتهم معلبة جاهزة.
وعلق حساب نبض تركيا على حادثة أيفات أوغلو بأن حزب العدالة والتنمية تذكر مبدأ شخصية الجريمة والعقوبة عندما توجهت أصابع الاتهام إليه قائلا: “بعد اعتقال مسؤول في حزب أردوغان لتعاطيه مخدرات بدأ الحزب يتذمر من الانتقادات الموجهة إليه ويتحدث عن مبدأ “شخصية الجريمة”! حسنًا أين هذا المبدأ في اعتقالات الانقلاب المزعوم؟! هناك 2000 شخص فقط يحاكمون بتهمة الانقلاب لكن عدد الخاضعين للمحاكمة والفصل والاعتقال بهذه التهمة 500 ألف!”.
وتابع نبض تركيا: “والمفارقة أن أردوغان كان وصف حركة الخدمة بـ”حركة الحشاشين” وفتح الله كولن بـ”النبي المزور” (حاشا وكلا).. والحقيقة أن تجارة المخدرات هي إحدى موارد تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية “المتطرف”.. إنهم يرتكبون كل الجرائم ومن ثم يدعون الفضيلة وينسبون التهم لأهل الصلاح والتقوى”، على حد تعبيره.
والمفارقة أن #أردوغان كان وصف حركة الخدمة بـ"حركة الحشاشين" وفتح الله كولن بـ"النبي المزور" (حاشا وكلا)
والحقيقة أن تجارة المخدرات هي إحدى موارد تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية "المتطرف"
يرتكبون كل الجرائم ومن ثم يدعون الفضيلة وينسبون التهم لأهل الصلاح والتقوى pic.twitter.com/Ke3b2FrcQF
— نبض تركيا NabdTurkey (@nabdturkey) March 29, 2021