أنقرة (زمان التركية) – وجه رئيس حزب المستقبل المعارض في تركيا، أحمد داود أوغلو، تساؤلا للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال فيه: “لماذا تحني رأسك أمام الصين؟!”
هذا التساؤل وجهه داود أوغلو لأردوغان بسبب صمت الأخير تجاه الإبادة الجماعية التي تنفذها بكين ضد الأتراك الأويغور في تركستان الشرقية.
وقال داود أوغلو إن حزب المستقبل خصص هذا العام، يوم 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة، لنساء تركستان الشرقية اللائي يتعرضن للاغتصاب والتعقيم والاضطهاد، حيث تنتهك الكرامة الإنسانية والنسائية في معسكرات الاعتقال.
وأضاف رئيس حزب المستقبل أنه “في كاشغر وأورومتشي في كل تلك الأراضي الجميلة، يتم وضع رجال صينيين في منازل تُترك فيها النساء بمفردهن بعد نقل الرجال إلى معسكرات الاعتقال في مهاجع الأجداد، ويُفرض على كل منزل أكل لحم الخنزير. وتسجيل حالات اغتصاب للنساء من قبل الأمم المتحدة”.
وتابع داود أوغلو: “أعلنت الأمم المتحدة أن الإبادة الجماعية بحكم الأمر الواقع قد نفذت، وطالبت 39 دولة بإيقاف الاضطهاد في تركستان الشرقية، ولكن المسؤولين في أنقرة لا يصدرون صوتا”.
داود أوغلو خاطب أردوغان قائلا: قلت إن العالم أكبر من 5 دول، ألا توجد الصين في هؤلاء الخمسة؟
يذكر أن تركيا سعت في السابق إلى الدفاع عن حقوق مجتمع الأويغور في الصين المنح رين من أصول تركية، حيث وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2009 اضطهاد الأويغور في مقاطعة شينجيانغ شمال غرب الصين بأنه “إبادة جماعية”.
لكن تقول مصادر مطلعة إن المسؤولين الأتراك باتوا يتخذون نهجًا أكثر حذراً في السنوات الأخيرة لتجنب الإضرار بالعلاقات الاقتصادية المتزايدة مع بكين، كما تمثل في اختيار تركيا الحصول على لقاحات COVID-19 من الصين.
من جانبها تسعى المعارضة، لدفع حكومة حزب العدالة والتنمية إلى اتخاذ موقف واضح من بكين.
الأسبوع الماضي دعت زعيمة حزب الخير، ميرال أكشنار، حزب الحركة القومية شريك التحالف الحاكم إلى التصويت على تصنيف ما تتعرض له أقلية الأويغور المنحدرين من أصول تركية “إبادة عرقية” أن كان صادقا في الدفاع عن القومية.
وأشارت أكشنار إلى أن حزب الحركة القومية الذي انشقت عنه هو الذي يوجه حكومة حزب العدالة والتنمية في الهجوم على حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد باسم الدفاع عن القومية التركية، داعية إياه إلى الاعتراف بإبادة الصين للأتراك الأويغور إن كان صادقًا في دعواه القومية.
وكانت ميرال أكشنر قالت إن حزبها سيقدم طلبًا في البرلمان للاعتراف بأن ما يتعرض له الأويغور المنحدرين من أصول تركية في الصين “إبادة جماعية”.
يأتي ذلك بعد أن أقر الشهر الماضي كلا من البرلمان الكندي والبرلماني الهولندي بشكل منفصل قانونا يحدد ممارسات الصين ضد الأويغور بأنها “إبادة جماعية”.
ومنذ عامين تتعالى الأصوات الداخلية التي تتهم الرئيس التركي رجب أردوغان وحزب العدالة والتنمية بالتخلي عن قضية الأويغور لصالح الاستثمارات الصينية.
وأحبط التحالف الحاكم الذي يضم حزبي العدالة والتنمي والحركة القومي تحركات للمعارضة لإقرار قوانين مشابهة تدين ما يتعرض له الأويغور.
وكان من اللافت أن مسئول تركي أبدى رد فعل غريب على إعلان البرلمان الكندي تصنيف ما يتعرض له الأويغور في الصين “إبادة جماعية” في الوقت الذي لم تتخذ فيه الحكومة التركية أية إجراءات تتعلق بالأويغور.
وعقب إقرار البرلمان الكندي الاعتراف بالإبادة الجماعية ضد الأيغور في الصين، انتقد نائب وزير الثقافة والسياحة التركي، سردار شام، في تغريدة على تويتر قرار البرلمان الكندي ووصفه بالسياسي والباطل قائلا: “قرارات الإبادة الجماعية الصادرة عن البرلمانات مجرد حملات سياسية وغير مقنعة”.
وأضاف: “هذه البرلمانات ستصبح مقنعة عندما تبذل جهودا مخلصة للتوصل إلى حل، وليس باستغلال ملف الأيغور لصالح الحروب التنافسية الدولية”.