(زمان التركية)ــ قال تقرير استنادا إلى مصادر دبلوماسية مصرية إن القاهرة وأنقرة لم تنخرطا في أي مناقشات ثنائية حول إبرام اتفاق بشأن شرق البحر المتوسط، وأن هذه المسألة التي تروج لها تركيا معقدة.
التقرير الذي أعده موقع (Arab News) باللغة الإنجليزية، نقل عن المصادر الدبلوماسية تأكيدها أن مصر ملتزمة بمشاركة قبرص واليونان في أي مفاوضات مع تركيا. وقالوا إن القاهرة أيضا “ليس لديها نية” للتفاوض مع تركيا بشأن هذه القضية.
وقالت المصادر إن المزاعم التركية بشأن اقتراب التوصل إلى حل كاذبة.
وذكرت المصادر أن “الجانب المصري متمسك بموقفه الرافض للاتفاقية البحرية الموقعة بين حكومة الوفاق الوطني الليبية وأنقرة”.
وشار التقرير إلى أن “احترام مصر للحدود البحرية لدول البحر المتوسط ليس بالأمر الجديد، ومحاولات تركيا للادعاء بأن البلدين تفاوضوا غير صحيحة.”
وتأتي هذه التعليقات في أعقاب حديث وزير الخارجية التركي، الذي قال فيه إن أنقرة قد تتوصل إلى اتفاق مع مصر بما يتماشى مع اتفاقية السلطة البحرية المبرمة مع ليبيا والمسجلة لدى الأمم المتحدة.
ومؤخرًا بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هاتفيا مجالات التعاون في شرق البحر المتوسط مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية الوثيقة، وخاصة التعاون في مجال الطاقة وشرق المتوسط.
وأشاد السيسي خلال الاتصال بمتانة العلاقات المصرية اليونانية.
وأشار إلى اعتزاز مصر بعلاقات التعاون مع اليونان والتطورات الإيجابية بين البلدين على المصالح المشتركة.
وتأتي مزاعم وزير الخارجية التركي في أعقاب محاولات أنقرة حشد الدعم المصري بشأن مطالباتها بأجزاء من شرق البحر المتوسط.
ومنذ العام الماضي، تعرب تركيا عن رغبتها في استعادة العلاقات مع مصر.
ومرخرًا عبرت الرئاسة التركية، عن مساعي لإصلاح العلاقات المتدهورة خلال السنوات الأخيرة مع الدول العربية.
المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أشار في حديث مع وكالة بلومبيرج إلى احتمالية فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية مع مصر ودول الخليج الأخرى مفيدا أن هذا الأمر سيلعب دورا مهما في تحقيق الاستقرار بالمنطقة.
يأتي ذلك مع تزايد التصريحات التركية حول أهمية عقد اتفاقية ترسيم حدود بحرية مع مصر في شرق المتوسط.
وهذا الأسبوع قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن بلاده تتمتع “بقيم تاريخية وثقافية مشتركة مع مصر”، كما أشار أكار إلى أن هناك إمكانية إبرام اتفاقية أو مذكرة تفاهم مع مصر في الفترة المقبلة، بما يتماشى مع اتفاقية الصلاحية البحرية المبرمة مع ليبيا، المسجلة لدى الأمم المتحدة.
ويوم الأربعاء الماضي قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده قد توقع اتفاقا مع مصر بعد التفاوض على الاختصاصات البحرية. وأثنى وزيرا الدفاع والخارجية على احترام مصر الجرف القاري التركي الذي ظهر من خلال الإعلان الأخير عن مناقصة للتنقيب عن النفط في شرق المتوسط.
عزز النشاط التركي المزعزع للاستقرار في المتوسط علاقات اليونان وقبرص مع الدول المجاورة في مواجهة سعي أنقرة للسيطرة على المياه الإقليمية التي من المحتمل أن تحتوي على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي.
وصدق البرلمان المصري على ترسيم الحدود مع اليونان في أغسطس الماضي، وأقر الرئيس السيسي الاتفاق في أكتوبر الماضي والذي يحدد منطقة اقتصادية خالصة بين البلدين.
في عام 2019، عقدت قبرص واليونان ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا والأراضي والسلطة الفلسطينية منتدى غاز شرق المتوسط، الذي لم يشمل تركيا.
كما أدى التنقيب عن الغاز التركي في المناطق البحرية التي تطالب بها اليونان وقبرص إلى انهيار العلاقات بين البلدين.
ومؤخرًا سلطت وسائل إعلام الضوء على عدم رغبة مصر في الاعتداء على الجرف القاري التركي في شرق المتوسط، بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحري الموقعة مع اليونان العام الماضي، الأمر الذي لم تتوقع أنقرة حدوثه.