أنقرة (زمان التركية) – قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن بلاده تتمتع “بقيم تاريخية وثقافية مشتركة مع مصر”، في إشارة إلى إمكانية تحسين العلاقات بين البلدين، فيما أبدى تخوفا من إقدم اليونان على زيادة قدراتها الدفاعية بشكل متزايد.
وفي إطار الاتفاقية البحرية الموقع بين مصر واليونان، ذكر أكار أن مصر أبدت احتراما للجرف القاري لتركيا خلال أنشطة التنقيب شرق البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن ذلك يعد تطورا هاما للغاية في العلاقات بين البلدين.
وأضاف وزير الدفاع التركي أن القرار المصري الأخير المتمثل في احترام الصلاحية البحرية التركية بالمتوسط، يصب في مصلحة حقوق ومصالح الشعب المصري أيضا.
كما أشار أكار إلى أن هناك إمكانية إبرام اتفاقية أو مذكرة تفاهم مع مصر في الفترة المقبلة، بما يتماشى مع اتفاقية الصلاحية البحرية المبرمة مع ليبيا، المسجلة لدى الأمم المتحدة.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن أن بلاده قد توقع اتفاقا مع مصر بعد التفاوض على الاختصاصات.
وسبق أن شنت تركيا هجوما على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين مصر واليونان في أغسطس الماضي، وقال الرئيس أردوغان إنه لا يتعرف بها، فيما استغربت مصر حينها من موقف تركيا وأبدت تعجبها من اعتراض تركيا على الاتفاقية بينما لم تطلع على بنودها.
ولاحقا أشادت وزارة الخارجية التركية بعدم تعدي مصر على حقوقها في شرق المتوسط، وعلى إثر ذلك قال الرئيس أردوغان إنه لا مانع من إجراء مفاوضات ولقاءات استخباراتية مع مصر، وأكد في تصريحات أن: “إجراء مفاوضات ومباحثات استخباراتية مع مصر أمر مختلف، وسنقوم به. لا يوجد مانع من أي جهة، ولكن اتفاقهم مع اليونان أحزننا”.
وفي إشارة إلى العلاقات اليونانية التركية، عبر أكار عن انزعاج أنقرة من تأثير اليونان على موقف الاتحاد الأوروبي تجاه بلاده ومن التسليح اليوناني المتنامي للجيش، وقال: “على الرغم من موقفنا الإيجابي، فإن الأفعال والخطابات الاستفزازية، والتصريحات غير المسؤولة، واللغة التهديدية مستمرة من جارتنا اليونان. هذه الأعمال تهدد السلام والاستقرار. نواصل إخبارهم بضرورة تجنب الأعمال والتصريحات التي تهدد السلام والأمن. هدفهم هو التأثير سلبًا على الاتحاد الأوروبي والرأي العام العالمي. نشدد على أن التحرش والخطاب لا يتناسب مع حسن الجوار. إن الاستفزازات والجهود المبذولة في برامج التسلح تسبب ضررا كبيرا للشعب اليوناني وتنفق ظلما على موارد الشعب اليوناني”.
ووقعت اليونان مؤخرًا صفقات دفاعية مع فرنسا وإسرائيل، وتسعى لتوقيع المزيد في ظل التوترات بين أنقرة وأثينا بسبب التنقيب التركي في شرق المتوسط وبحر إيجه.
وعلى خلفية التوترات العسكرية مع تركيا، قررت اليونان زيادة موازنتها العسكرية لعام 2021 ورفعت مخصصات التسليح نحو ثلاث أضعاف. وتم رفع ميزانية الدفاع في اليونان إلى 5.49 مليار يورو، وارتفعت نفقات التسلح في ميزانية الدفاع إلى 2.5 مليار يورو.