أنقرة (زمان التركية) – انضم رئيس البنك المركزي التركي السابق، دورمان يلماز، ونائب رئيس البنك السابق، إبراهيم تورهان، للمطالبين بفتح تحقيق عاجل للوقوف على مصير 128 مليار دولار تم إنفاقها من الخزانة.
وذكرت صحيفة سوزجو أن يلماز وتورهان شددا على ضرورة إطلاق تحقيق نزيه لكشف الأشخاص الذين تم بيع هذه المبالغ لهم وسبب بيعها لهم وسعر العملة الذي تم البيه به.
وتساءل يلماز إن كانت شركات القطاع الحقيقي التي حصلت على النقد الأجنبي أم أنها انفقت لمنع الإفلاس والسعر الذي تم بيعه به، قائلا: “من المسؤولة عن هذه الآلية وكيف نفذها؟ ومن المسؤولين الذين حصلت على موافقتهم؟ لابد من الإجابة عن كل تلك التساؤلات”.
يلماز قال: “اللص عندما يسرق فإنه بهذا يغير الملكية أيضا. كيف تغيرت ملكية هذه النقود؟ ولصالح من؟ المهم هو الكشف عن كل هذه الملابسات”.
وفي السياق نفسه أكد تورهان على ضرورة الكشف عن الطرق التي تم اتباعها خلال بيع هذه العملت الأجنبية والجهات التي حصلت عليها وسعر الصرف الذي تمت به عمليات البيع هذه وسبب بيع هذه الأموال. أضاف قائلا: “بالإمكان تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لتولي معرفة مصير هذا المبلغ. وإن استدعى الأمر يتم تحويله إلى تحقيق عام وتقديم المعلومات الحقيقية للرأي العام”.
ولا يزال الجدل متواصلا في تركيا حول فقدان خزينة البنك المركزي التركي 128 مليار دولار، خلال فترة تولي وزير المالية السابق بيرات ألبيراق صهر رجب أردوغان، القضيىة التي فجرتها المعارضة.
زعيم المعارضة كمال كليجادرا أوغلوا رئيس حزب الشعب الجمهوري أول من طالب بالكشف عن مصير النقد الأجنبي المفقود، قال مؤخرًا مخاطبا الرئيس رجب أردوغان: “تلك الأموال هي أموال فقراء هذا البلد. لمن قدمت الـ128 مليار دولار؟ توجهنا باستجواب في البرلمان حول مصير هذه الأموال ولكن تم رفضه من قبل حزب العدالة والتنمية والحزب الذي يصف نفسه بأنه قومي” حزب الحركة القومية.
وكان نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري فائق أوزتراك، أكد أنه لا يوجد سند واحد في وثائق البنك المركزي التركي على موقعه الرسمي على الإنترنت، يكشف كيف خرجت الـ128 مليار دولار من خزينة البنك، وهو السؤال الذي طرحه لأول مرة زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو.
أوزتراك أوضح أنه لا يهم كيف تم إهدار الـ128 مليار دولار، ولكن السؤال الآن هو كيف خرجت هذه الأموال من خزينة البنك المركزي التركي؟
وتابع أوزتراك: “نحتاج إلى معرفة ما تم بيعه، كيف تم بيع 128 مليار دولار، ولماذا ولمن باع؟ أنظر إلى موقع البنك المركزي، أجد أن التدخلات التي يتم إجراؤها في العملة الأجنبية هناك مكتوبة واحدة تلو الأخرى. لكن لا يوجد سجل واحد بخصوص 128 مليار دولار، لا توجد شفافية”.
يشار إلى أن البنك المركزي التركي أنفق مبالغ هائلة خلال عامين أثناء تولي بيرات ألبيراق منصب وزير المالية، في سبيل دعم العملة المحلية، بعد أن فقدت الليرة التركية كثيرًا من قيمتها أمام العملات الأجنبية، وارتفع التضخم بشكل كبير.
ويشير خبراء ومصادر مصرفية إلى أنه خلال العامين الماضيين ، حدث انخفاض “غير مبرر” بنحو 140 مليار دولار في صافي احتياطيات البنك المركزي التركي، وقد تم استخدام هذه الأموال ضمنيًا للحد من ارتفاع أسعار الصرف.
واحتلت تركيا المرتبة الأولى في العالم عام 2020، من حيث انخفاض احتياطي البنك المركزي من النقد الأجنبي، وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي.