بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – هناك فرق كبير بين الحكومة والوطن، ومن المعلوم أن الوطن ثابت وأن الحكومة مهمات طالت فترة بقائها وسارعت وحاربت على تمديدها فهي متغيرة.
والانتماء والولاء والتضحية دائما يكون للوطن. وعندما نطلق كلمة الوطن فيراد بها الشعب والأرض لا الحكومة. خاصة إذا ما كانت هذه الأخيرة لا تعبر عن الشعب ولا تتوافق وإرادته والتوجه نحو الوجهة التي تليق بالوطن والمواطن.
وإنما تكون حكومة وسلطة تعمل لصالحها وطموحها إلا مشروع، ورغبتها في البقاء بصرف النظر عن صالح الوطن وإرادة الشعب.
إن تلك الحكومات التي لا تلتزم وصالح شعبها، ولا تحافظ على صورته في الداخل والخارج، وتعمل عكس مصلحته، محتقرة رغبة المواطن، متجاهلة لرؤيته، فضلا عن ازدرائها لكل حق من حقوق الإنسان، هذا النوع من الحكومات لا يعبر عن شعبها ولا علاقة بينها وبين الوطن والهوة كبيرة بين الاثنين.
ومن هذا النوع الأخير الحكومة التركية وبمعنى أدق أردوغان.
وهنا اسمح لي عزيزي القارئ ان أنقل لك الشهادة الموضوعية لأحد الاتراك المتخصصين، فلقد كتب السيد الصحفي والمحلل السياسي الكبير محمد عبيد الله – رئيس تحرير جريدة زمان التركية – بتاريخ 17 من مارس عام 2017 تحت عنوان (ظاهرة أردوغان ومخاطر التسوية بينه وبين تركيا والإسلام) الآتي نصا:
“كنا نعلم أردوغان قبل وصوله إلى سدة الحكم، وبعده بسنوات، زعيما يتبنى الديمقراطية، ويدافع عن حقوق الإنسان، لكن نظرا لأن “الابتلاء” هو الكفيل بالكشف عن الجوهر الحقيقي، فإنه لما خضع لاختبار “السلطة”، بعد أن تمكن منها في الفترة الثالثة، ظهر وجهه الحقيقي، فوجدنا أن ما ادعاه سابقا كان تكتيكا عابرا وليس بأمر استراتيجي ومبدأ مستقر راسخ في عقله وقلبه وسلوكه. فقد كان الشعب التركي ينتظر من أردوغان أن يضيف إلى نمط الحكم في تركيا لونا من الأخلاق والمبادئ الإسلامية العامة – على الأقل – من حيث إنها القواسم المشتركة بين كل الناس، بغض النظر عن ألوانهم ومعتقداتهم وأفكارهم، غير أن السلطة هي التي فرضت نفسها وألوانها الشتى عليه وغيرته بحيث بات يدور حيث تدور. ولما تذوق طعم قوة السلطة، بشكليها المالي والعضلي، تضاءلت لديه قوة العقل والفكر بصورة تدريجية حتى هجرته تماما في السنوات الأخيرة من حكمه).
وهنا يرد التساؤل إذا ما كان الوضع هكذا فإلى متى سيظل أردوغان في مكانه وإلى متي سيظل مصير الشعب التركي مقيدا به؟
في ذلك يقول زعيم المعارضة التركي كمال كليتشدار أوغلو:
(إن الرئيس رجب طيب أردوغان لا يمكنه مواصلة حكم تركيا بسياساته التي أضرت بالديمقراطية والحرية والاقتصاد، وأنه راحل عن السلطة لا محالة، وبات يدرك ذلك، وكما أنه يجب إعادة نظام برلماني قوي لحكم البلاد.)
وفي جريدة أخبار اليوم المصرية كتب الصحفي جلال عارف في مقاله السبت 27 من فبراير في مقالة بعنوان (هل يستمر أردوغان في حماقته الكبرى)، ذكر استفهامًا استنكاريا في نهاية مقاله قائلا:
(هل يدرك أردوغان أن التراجع قد يكون صعبا، لكن الاستمرار فى الخطيئة سوف يصل به إلى النهاية المحتومة لكل من يربط نفسه بإخوان الإرهاب؟!)
وفي سياق هذا الحديث وذلك التساؤل ورد في موقع “واشنطن إكسمينر” مقال للباحث الأميركي مايكل روبين، ذاكرا في مقاله أن مستقبل أردوغان كرئيس للدولة التركية لن يخرج عن أربع سيناريوهات، وهي إما الموت أو المنفى أو السجن أو الإعدام.
حفظ الله الشعب التركي من ظلم أردوغان
وعاشت الأمة الإنسانية بكل حب وخير.