أنقرة (زمان التركية) – أفاد رئيس الاستخبارات التركية السابق بولنت أوراك أوغلو، أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بعملية قارا التي أعلن عقب انتهائه العثور على جثث 13 تركيا كانوا مختطفين لدى حزب العمال الكردستاني.
رئيس الاستخبارات السابق زعم أن السلطات التركية أبلغت الولايات المتحدة بعمليتها بعد نحو ساعة.
وفي مقال بصحيفة يني شفق، حمل عنوان ” إبلاغ أمريكا بعملية قارا بعد 42 دقيقة من تنفيذها” ذكر أوراك أوغلو أن إبلاغ الولايات المتحدة بعملية قارا لاحقا استراتيجية صائبة بدون شك قائلا: “في الواقع هناك ادعاءات قوية حول رصد الولايات المتحدة لتحركات العمال الكردستاني والرهائن الاتراك عبر وكالة ناسا”.
وأضاف أوراك أوغلو أن المصادر المحلية تحدثت عن امتلاك الولايات المتحدة نقطتين استخباراتيتين بالمنطقة إحداهما بمدينة زاخو والأخرى على الخط الحدودي الفاصل بين تركيا وسوريا وأن هذه النقاط الاستخباراتية شهدت تحركات كثيفة عقب إبلاغ الولايات المتحدة بأمر العملية العسكرية وأن الجانب الأمريكي تواصل مع عناصر العمال الكردستاني.
وأوضح بولنت أوراك أوغلو أن المصادر المحلية أيضا أكدت أن التحركات بالنقاط الاستخباراتية استمرت بشكل متواصل لحين انتهاء العملية العسكرية وأن العناصر الأمريكية في أربيل ظلت في حالة تأهب طوال العملية العسكرية.
هذا وأكد أوراك أوغلو أن عدم علم الجانب الأمريكي بالعملية العسكرية مسبقا على الرغم من رصده المنطقة عبر وكالة ناسا وامتلاكه نقطتين استخباريتين بها دليل واضح على ضعف استخباراتي للجانب الأمريكي وتنفيذ تركيا لعملية عسكرية محل ثقة قائلا: “هذا إن كان الأمريكان يقولون الحقيقة”.
ولا يوجد تصريح رسمي من تركيا أو الولايات المتحدة بخصوص تبادل المعلومات حول العملية العسكرية التركية، التي أطلقت عليها أنقرة “مخلب النسر 2″، لكن البيان المبدئي من وزرة الخارجية الأمريكية حمل تشكيكًا غير صريح في رواية تركيا حول مقتل الـ 13 رهينة على يد حزب العمال الكردستاني. إذ قال البيان إنه يدين مقتل رهائن أتراك إذا ثبت أن حزب العمال الكردستاني يقف وراء الحادث، الأمر الذي أزعج الرئيس أردوغان كثيرًا.
وتختلف البيانات الواردة في هذا المقال عن ما ورد ما ورد بمقال الكاتب الصحفي التركي مراد يتكين، الذي قال إن واشنطن تابعت العملية العسكرية شمال العراق على الهواء مباشرة.
الصحفي يتكين، قال إن الولايات المتحدة راقبت العملية العسكرية التركية في منطقة قارا شمال العراق مباشرة، من خلال الأقمار الصناعية وطائرات التجسس والطائرات بدون طيار.
وأوضح يتكين أن الدخول والخروج من الأجواء العراقية يخضع بالكامل لسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك لم يكن من الممكن أن تنفذ أنقرة العملية التي استخدمت فيها القوات الجوية، دون إبلاغ الولايات المتحدة.
وتابع يتكين: “لهذا السبب، فإن تصريح وزارة الخارجية الأمريكية الذي جاء فيه: سوف نتأكد من مصادرنا مما إذا كان إرهابيو حزب العمال الكردستاني مسؤولون عن مقتل الرهائن الأتراك أم لا، ليس خطأ بيروقراطيًا فادحًا، ولكنه علامة على عدم ثقة واشطن بأنقرة، بمعنى أن واشنطن تقول: دعني ألق نظرة على سجلاتنا للتثبت”.
وتعليقا على بيان وزارة الخارجية الأمريكية عقب العملية العسكرية التركية قال الرئيس أردوغان إن البيان “مزحة” متهما واشنطن بدعم حزب العمال الكردستاني، لكن في وقت لاحق أدان بيان لوزارة الخارجية التركية بشكل صريح سقوط الضحايا الأتراك وذلك بعد اتصال لوزير الخارجية الأمريكي بنظيرة التركي.
وشككت أطراف عدة في الرواية التركية خصوصا بعد إعلان حزب العمال الكردستاني أن تركيا قصفت مركز احتجاز كان يتواجد به الرهائن.
كما تعرض الرئيس أردوغان لنقد محلي واسع، مع تحميله مسئولية مقتل المختطفين، حيث لم يتحرك لتحريرهم طوال السنوات الماضية، وعندما قرر ذلك لجأ للحل العسكري بدلا من التفاوضي. وقال مراقبون إنه كانت هناك إشارات تدل على أن العملية العسكرية هدفها تحرير المختطفين، خاصة أن أردوغان قال قبل انطلاقها مباشرة إنخ يجهز “مفاجأة” للشعب التركي، لكنه لم يعلن عن أي شئ بعدها، بسبب فشل العملية العسكرية.