أنقرة (زمان التركية) – يستفز زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، رجب أردوغان شرائح كبيرة من المواطنين، بإصراره على عقد مؤتمرات، في الصالات المغلقة خلال جولاته بالولايات التركية، وفي مقدمة هؤلاء أصحاب المؤسسات المغلقة منذ أشهر مثل المطاعم والمقاهي في إطار الإجراءات الاحترازية المطبقة لمواجهة جائحة كورونا.
وفي الوقت الحالي يسعى حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية لحشد الدعم من أجل صياغة دستور جديد، وهو المقترح الذي فاجأ به الرئيس رجب أردوغان شعبه قبل أيام، ومن أجل ذلك يكثف لقاءاته بأنصاره.
إحدى الكتاب الداعمين لحزب العدالة والتنمية سلطت الضوء على هذا الوضع.
الصحفية سفيلاي يلمان، قالت إن المواطن التركي يعيش مرحلة عصيبة من الناحية الاقتصادية والنفسية، مفيدة أن الطريقة التي تمارس بها السلطة الحاكمة السياسة في ظل تلك الأوضاع يصعب تفهّمها.
وأضافت يلمان في مقال لها بصحيفة “خبر ترك” أن المؤتمرات الحزبية لحزب العدالة والتنمية التي يتم عقدها مؤخرا تثير سخط المواطنين بشكل عنيف قائلة: “في السابق كان أردوغان ولجان الحزب هم من يوجهون سياسات الحزب وكانوا يستمعون لصوت الشارع ويدرسونه جيدا ومن ثم يضعون خارطة الحزب وفقا لهذا. أعتقد أنهم فقدوا مهارتهم تلك كلها. لم يعودوا على علم بما يحدث في الشارع ولا بما يفكر فيه المواطن. أعتقد أن لو لم يكن هذا الواقع لما كانوا ليعقدوا تلك المؤتمرات غير الضرورية في الوقت الذي يعاني فيه المواطن. ليعلموا أن هذه الخطوات الاستفزازية ستدفع المواطن إلى الغليان”.
وأكدت يلمان أن الشوارع التركية أصبحت تعج بالمواطنين الذين يرون أن السلطة الحاكمة منشغلة بمصالحها في الوقت الذي يصارع فيه المواطن للعيش داعية السلطة الحاكمة إلى الإنصات مرة أخرى لصوت الشارع الحقيقي وليس لمن يرسمون لها صورة وردية لمجرد الانتفاع من خيراتهم.
وفي السياق ذاته أعرب رئيس غرفة طرابزون الطبية، كيبار يشار جوفين، عن قلقه من تسبب مؤتمرات حزب العدالة والتنمية في زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في ولاية طرابزون شمال تركيا.
وأوضح جوفين تعليقًا على أسباب زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في البحر الأسود، أنه لا يعتقد أن السبب وراء ذلك هو القناع أو المسافة أو امتلاء الشوارع، ولكن واحدا من الأسباب هو مؤتمرات حزب العدالة والتنمية التي يمكن أن تكون فعالة في زيادة حالات الإصابة.
وكان البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري د. مصطفى أيضا أديجوزيل، انتقد مؤتمرات حزب العدالة والتنمية واصفا إياها بـ”الجريمة”، مشيرا إلى أن وزير الصحة قال إن هناك زيادة بنسبة 100 في المائة في الحالات في أوردو، لكن حزب العدالة والتنمية يعقد مؤتمرات في هذه المقاطعات واحدة تلو الأخرى.
وتتعامل حكومة العدالة والتنمية مع إجراءات مكافحة كورونا بطريقة انتقائية، إذ أنه مع انطلاق احتجاجات طلابية في إسطنبول رفضا لتعيين مليح بولو رئيسا لجامعة البسفور، فرضت الولاية حظر تجوال في محيط الجامعة وقالت إن المظاهرات محظورة تنفيذا للإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا.
وفي هذا السياق ذاته أبدى أصحاب المطاعم والمقاهي في تركيا الذين يخشون قرب إفلاس أنشطتهم، انزعاجهم من ازدواجية الحكومة في طريقة مكافحة فيروس كورونا، حيث يباح في المؤتمرات الحزبية ما لا يباح في المقاهي.
وفي ولاية غازي عنتاب التركية انخفض حجم المبيعات القائمة على خدمة التوصيل إلى 30 بالمائة، جراء فرض الإغلاق، بسبب وباء كورونا، في وقت تواصل فيه الأحزاب التركية عقد مؤتمراتها الحزبية التي تتجاوز أعداد الحاضرين فيها المئات بكثير من الأحيان.
حلمي جولو مالك مطعم ويبلغ من العمر 40 عاما، قال: “الوباء في بلادنا موجود فقط في المقاهي والمطاعم. ألا يوجد فيروسات في المؤتمرات الحزبية؟ ألا يوجد فيروسات في أماكن اجتماعاتهم؟ هل يوجد فيروس فقط في المقاهي التي يشرب فيها المواطنون كوب الشاي؟.