واشنطن (زمان التركية)ــ رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إدانة قوات سوريا الديموقراطية “قسد”، تعليقا على إدانتها العملية العسكرية التركية “مخلب النسر 2” شمال العراق، التي أعلنت تركيا عقب انتهائها مقتل 13 رهينة من الأتراك على يد حزب العمال الكردستاني.
تلقى المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، سؤالا من مراسل وكالة الأناضول التركية، يطلب فيه التعليق على موقف وزارة الدفاع من العملية العسكرية التركية “مخلب النسر 2” ضد حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية شمال العراق التي أدانتها قوات سوريا الديموقراطية.
وقال المراسل “كيف تقيمون بيانات الدعم الصادرة عن قوات سوريا الديموقراطية لمنظمة إرهابية؟”. لكن كيربي امتنع عن الإجابة مباشرة على سؤاله، وقال في إشارة إلى أن العمليات الأمريكية في العراق وسوريا تركز فقط على القتال المستمر ضد داعش: “كما قلنا منذ فترة طويلة، فإن أفضل طريقة مستدامة لهزيمة ومحاربة داعش هي العمل مع القوات المحلية. هذا. هو تركيزنا الرئيسي”.
لكن مع إصرار المراسل على سؤالة، قال كيربي بشكل حاسم: “لن أدخل هنا في نقاش فردي. نحن نعمل مع قوات سوريا الديمقراطية المحلية في سوريا، وهذا لم يتغير”.
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية النواة الأساسية لقوات سوريا الديموقراطية على أنها، الفرع السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، فيما بدأت الولايات المتحدة دعم تلك القوات اعتبارًا من عام 2015.
وترسل الولايات المتحدة آلاف شاحنات الأسلحة والمعدات لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) منذ عام 2015، فضلاً عن رواتب مقاتليها.
من جهة أخرى اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية للتراجع عن بيان الإدانة المشروط، الذي أدلت به في السابق بخصوص مقتل الأتراك في العراق، حيث أن وزارة الخارجية الأمريكية، حملت في بيانها بعد أول اتصال بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ونظيره التركي مولود تشافوش أوغلو، وتشافوش أوغلو، حزب العمال الكردستاني مسؤولية مقتل 13 مواطنًا تركيًا في شمال العراق، بتصريحات واضحة.
وفي البيان، نقل الوزير بلينكين تعازيه لوفاة الرهائن الأتراك في شمال العراق وأكد وجهة نظر الأتراك بأن إرهابيي حزب العمال الكردستاني مسؤولون عن ذلك.
وكانت وزارة الخارجية أصدرت بيانا متحفظًا، قالت فيه “ندين هذا العمل بأقوى طريقة ممكنة إذا تأكدت أنباء عن أن حزب العمال الكردستاني مسؤول عن الحادث”، مما أدى إلى رد فعل حاد من تركيا.
وعلى إثر هذا البيان عبرت تركيا عن غضبها، وتم استدعاء السفير الأمريكي في أنقرة إلى وزارة الخارجية ديفيد مايكل ساترفيلد، فيما وصف الرئيس التركي رجب أردوغان البيان بأنه “مزحة” واتهم واشنطن بدعم حزب العمال الكردستاني بهذه التصريحات.
وعلى العكس من الرواية الرسمية لأنقرة قال حزب العمال الكردستاني إن الجيش التركي قصف مركز احتجاز كان يتواجد به المحتجزين الأتراك ما تسبب في مقتلهم.
ويحمل معارضون في تركيا الرئيس رجب أردوغان مسئولية مقتل المختطفين الأتراك خلال عملية “مخلب النسر 2” التي أطلقها الجيش التركي قبل أيام شمال العراق ضد “العمال الكردستاني” من جهة لأنه اعتمد الأسلوب العسكري لا التفاوضي في محاولة تحرير المختطفين، ومن جهة أخرى لأن القضية لم تكن ضمن أولوياته رغم أن المختطفين الذين ينتمي أغلبهم للجيش كانو في قبضة المتمردين منذ سنوات.