أنقرة (زمان التركية) – شهدت قضية اغتيال السفير الروسي، أندريه كارلوف، في العاصمة التركية أنقرة، تطورات جديدة، بينها رفض الطلب الروسي بإخضاع المشتبه به لاختبار كشف الكذب خشية سقوط رواية أردوغان الرسمية التي تتهم حركة الخدمة بالوقوف وراء العملية.
وثائق حديثة نشرها موقع “نورديك مونيتور” السويدى، كشفت محاولات الحكومة التركية عرقلة التحقيق في قضية مقتل كارلوف، من خلال رفضها طلب موسكو بإخضاع “مصطفى تيمور أوزكان”، المشتبه به الرئيسي في مقتل السفير الروسي، لاختبار الكشف عن الكذب، وهو ما يعزز الشكوك حول مصداقية التحقيق التركي.
هذه المعلومات وردت ضمن بيان دفاع أوزكان، الذي حصل نورديك مونيتور على نسخة منه، والذي تم تسليمه إلى المحكمة في 8 يناير/ كانون الثاني 2019.
قال المدعي العام آدم أكينجي عند استجواب أوزكان، وهو مهندس معماري متقاعد يبلغ من العمر 64 عامًا وصاحب المعرض الذي شهد واقعة الاغتيال: “يريد الروس وضعك على جهاز كشف الكذب، لكنني لن أمنحهم الفرصة”.
وشكلت أقوال أوزكان ضربة أخرى لرواية الحكومة التركية بضلوع حركة الخدمة المستلهمة من فكر فتح الله غولن في عملية الاغتيال.
لقد اعتقل أوزكان في 28 ديسمبر 2017 وأودع السجن بعد 13 يومًا من الاحتجاز، ليظل فيه حتى 10 أكتوبر 2019، وذلك بسبب رفضه الإدلاء بالبيان الذي طلبته النيابة ليفتري على حركة الخدمة بالوقوف وراء اغتيال السفير الروسي، ولا يزال يحاكم بالسجن المؤبد المشدد في الوقت الراهن.
وتوضح تصريحات أوزكان في المحكمة موقفه على النحو التالي: “أعتقد أنه لا يوجد أحد في العالم غيري تم سجنه بسبب تنظيمه معرضًا. عزيزي المدعي العام، ما تقوله لا يجعلني منتميًا لحركة الخدمة، حتى لو كان كذلك فلا يمكن ربطه بالمعرض، حتى لو كان كذلك فلا يمكن ربطه بالاغتيال”، في حين أن المدعي العام آدم أكينجي رد عليه قائلا: “لا تقلق، تحدث عما تعرفه في هذا الصدد ونحن نملأ الفراغات”.
كما تضمن التحقيق عبارات صادمة استخدمها المدعي العام آدم أكينجي الذي قال للمشتبه به أوزكان: “نحن نتفهم أنك لست من حركة الخدمة، فأنت لم تنظم المعرض من أجلهم ولا تعمل لصالهم، لكن ربما أنهم استخدموك دون علمك. قل كل ما تعرفه، وإلا سأعتقلك، لن أستمع إليك مرة أخرى، سوف تتعفن في السجن في هذا العمر”.
يذكر أن مولود مرت ألتنطاش أطلق النار على السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف بتاريخ يوم 19 ديسمبر / كانون الأول 2016، بينما كان يلقي كلمة بمركز الفنون المعاصرة في العاصمة أنقرة بعنوان (روسيا في عيون الأتراك)، تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جانقايا.
ووقع الهجوم بعد أن تمكن ضابط الأمن التركي مولود مرت ألتنطاش من الدخول إلى المبنى الذي أقيم فيه المعرض الفني، حيث قدم نفسه على أنه حارس السفير الشخصي.
وزعمت السلطات التركية أن المهاجم ينتمي لجماعة فتح الله كولن، إلا أن مصادر إعلامية تركية أكدت أن مولود مرت ألتنطاش عمل في فرق الحماية الخاصة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث رافق أردوغان في بعض المناسبات عند زيارته لبعض المدن التركية مثل مدينة قونيا في ديسمبر 2014، ثم في بورصا في 1 فبراير 2015، وتم نشر بعض الصور التي تُظهر أردوغان قريباً من ألتنطاش في مناسبات كثيرة.
كما أن التقارير الصحفية كشفت أن القاتل مرت كان يتردد على الدروس الدينية التي كان يلقيها الشيخ الموالي للحكومة نور الدين يلديز وليس له أي علاقة بحركة الخدمة.