أنقرة (زمان التركية) – صدرت تصريحات عن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، حمزة داغ، تسببت في إثارة علامات استفهام حول مصير التقارب بين الرئيس رجب أردوغان وزعيم حزب الوطن دوغو برينجك، الذي بدأ بعد محاولة الانقلاب منتصف يوليو 2016.
حمزة داغ قال إنه لا يوجد تحالف يجمعهم مع رئيس حزب الوطن اليساري، دوغو برينجك، وأوضح أن الحديث عن وجود تحالف بين أردوغان وبرينجك “هراء”، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية هو من يدير تركيا منذ سنوات طويلة، ويعرف كيف يديرونها جيدا، ولا يتم توجيههم من قبل حزب لا تصل نسبة أصواته إلى 1%.
وكثيرا ما يردد زعيم حزب الوطن دوغو بيرنجك أن حزبه هو من يتولى إدارة تركيا، وأنهم لم يذهبوا إلى أردوغان بل هو من ذهب إليهم وتبنى مشروعهم.
وأكد داغ أن تصريحات زعيم حزب الوطن من حين لآخر بأنهم من يحكمون تركيا لا تعكس الحقيقة أبدًا، مشيرًا إلى أنهم سكتوا حتى هذه اللحظة على مثل هذه التصريحات؛ لأنها لا تستحق التعليق أو الرد عيلها، وفق تعبيره.
وردا على تصريحات داغ، قال الأمين العام لحزب الوطن، أوزجور بورصالي، إن حزبه ليس من أعضاء تحالف الجمهور الحاكم، لافتًا إلى أن حزبهم ليس لديه أجندة أو مطالب أووأن تصريحات حمزة داغ غير صحيحة.
إلا أن هناك واقعة تشير إلى ما يحظى به دوغو بيرنجك من مكانة في تركيا، حيث اضطر البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، شامل طيار، القادم من صفوف الصحافة، للاستقالة من منصب نائب رئيس الدعاية والإعلام بعد شهر من شغله بعد رده على تصريحات دوغو برينجك التي اتهم فيها بشكل غير مباشر السلطة السياسية بالتقاعس في منع محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016.
وكان زعيم حزب الوطن قال في تصريحات العام الماضي “اجتمع قادة الأمن في مقر مديرية الأمن العام ليلة محاولة الانقلاب وتوصلوا إلى أن الشرطة لا يمكنها التصدي للعسكر، ومن ثم أرسلوا هذا القرار إلى جميع قادة الأمن والموظفين في أجهزة الشرطة”، على حد قوله.
استقالة شامل طيار جاءت بعد أسبوع من هجومه على دوغو برينجك، زعيم حزب الوطن اليساري القومي، واصفًا إياه بمرشد زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، والمحب للانقلابات العسكرية، ثم قال عنه: “إن الذين يحبون روسيا والصين وإيران أكثر من تركيا والذين تحولوا إلى بيادق وأدوات للبؤر الظلامية.. عليكم أن تذهبوا إلى قمامتكم فلا يمكنكم أن يتقاطع طريقكم مع حزب العدالة والتنمية.. ويجب عليكم أن تعرفوا حدودكم”.
شامل طيار استقال من حزب العدالة والتنمية عقب تصريحه في الثامن من شهر يوليو 2020 بطلب من إدارة الحزب بعد انتقاداته اللاذعة لبرينجك.
إلا أن برينجك عاد ليوجه انتقادات حادة لحكومة العدالة والتنمية في حديثه عن الأوضاع الاقتصادية، قائلًا: “لقد وصلت تركيا إلى نقطة الإفلاس”. كما أبدى برينجك رفضه مقترح المشاركة حزب في تحالف الجمهور الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية، وقال إن حزبه يطمح بالمشاركة في الحكومة لإنقاذ تركيا من الوضع الحالي.
وتعليقا على ذلك قال طيار، عبر تويتر بعد أن تخلى عن منصبه بالحزب الحاكم: “برنيجك عاد إلى أصله (اليساري المتطرف) بعد قرار آيا صوفيا. لقد أدلى بتصريحات لا تليق بالأمة العزيزة التي قاومت انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 والحكومة والموظفين العامين. وليس هذا فحسب بل وطلب المشاركة في الحكومة. فهل زملائي الذين حاسبوني على تحذيراتي السابقة من دوغو برينجك ينعمون بالراحة والسعادة من انتقادات وتصريحات برينجك يا ترى؟!”.
وتابع شامل طيار: “فضلا عن ذلك فإن برينجك زعم أن تركيا تحكمها إدارة سيئة وأنها قادت البلاد إلى حافة الإفلاس، فماذا يقول يا ترى هؤلاء الزملاء الذين يرونه جزءا من تحالف الحكومة”.
وكان أيهان سيفر أوستون، العضو السابق في حزب العدالة والتنمية والذي يواصل حاليا حياته السياسية ضمن صفوف حزب المستقبل، قال إن سبب تركه حزبه القديم هو أنه لا توجد فائدة في تحالف العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية، مشيرا إلى أن الحركة القومية يفسد خميرة حزب العدالة والتنمية، فضلا عن أنه (الحركة القومية) يستمع إلى برنامج (حزب الوطن) بدلاً من أخذ رأي أعضائه.
عمر أونال، النائب السابق لحزب العدالة والتنمية في مدينة قونيا، والذي استقال أيضا من الحزب الحاكم، أشار إلى أن سبب استقالته هو التقارب الذي جمع بين أردوغان برينجك.
وفي الآونة الأخيرة، أعلن الأستاذ المساعد تورجاي كاراجوز أن “القوميين المتطرفين العلمانيين” تركوا كلا من تحالف الجمهور الحاكم ودوغو برينجك، كما أن أردوغان استغنى عن برينجك الذي فقد نفوذه بمغادرة القوميين المتطرفين العلمانيين.