أنقرة (زمان التركية) – كشف صحفي تركي أن الرئيس رجب أردوغان يخطط لتحويل جميع رؤساء الجامعات إلى “رؤساء حزبيين” مشيرا إلى أن البداية من جامعة البسفور التي صدر قرار رئاسي بتعيين مليح بولو رئيسا لها قبل أكثر من شهر ما أشعل احتجاجات طلابية وأكاديمية عارمة.
وقال الكاتب التركي، مراد يَتْكِينْ، إن رئيس جامعة البوسفور الجديد مليح بولو، يعد الحلقة الأولى في سلسلة العمداء الحزبيين الذين سيعينهم الرئيس رجب طيب أردوغان في الجامعات.
وأوضح يَتْكِينْ أنه من الواضح أن جامعة البوسفور ستمتلئ بأعضاء هيئة التدريس الحزبيين، وسيتم تغيير نسيج الجامعة، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تهرب الجامعات الوقفية -الخاصة- الناجحة الأخرى مثل كوتش وسابانجي من مصير جامعة البوسفور.
وغير أردوغان نظام رئاسة الجامعات في البلاد عقب انقلاب عام 2016 حيث تحول من الانتخاب إلى التعيين، لكن جامعة البسفور كانت الأولى التي تشهد تعيين رئيس من خارجها، حيث ييبدو أن أردوغان لم يعثر بين أعضائها على موال له.
وتابع يَتْكِينْ مقتبسا من مقال الحقوقي التركي كمال جوزلار، الذي تحدث عن تزايد افتتاح الجامعات بينما لا يقدم فيها مستوى تعليمي كفؤ: “أحد أهداف حكومات حزب العدالة والتنمية تعليق لافتات الجامعات في كل مقاطعة وحتى في البلدات، ولكن دون توفير جودة تعليم كافية وتفريغ الجامعات من مضمونها التعليمي والتوعوي. تخفيض قيمة مفهوم الجامعة سيتبعه تخفيض قيمة الطلاب ومن بعدهم أعضاء هيئة التدريس”.
وأنهى يَتْكِينْ مقاله بعبارة “الجامعات مثل البوسفور وبيلكنت والشرق الأوسط وحاجت تبه وجراح باشا يتم التقليل من قيمتها من خلال فرض طابع حزبي عليها”، مؤكدًا أن الدور سيأتي على الجامعات الوقفية الخاصة أيضًا مثل كوتش و سابانجي.
ويحتج عدد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة البوسفور على تعيين قيادي بحزب العدالة والتنمية رئيسا للبوسفور من خارج الجامعة.
وقابل نظام أردوغان الاحتجاجات بحملة قمع كبيرة، حيث تم اعتقال 159 طالبا من جامعة البوسفور، وتعرض هؤلاء الطلاب للعنف في واحدة من أبرز الجامعات في تركيا.
وأعادت الاحتجاجات الطلابية في تركيا المتسع نطاقهم يوما بعد يوم للأذهان التصريحات المثيرة التي أدلى بها وزير الطاقة الأسبق في حكومة حزب العدالة والتنمة تانير يلديز على التلفزيون.
كان الوزير قال في إطار تعليقه على أحداث جيزي باركي التي اندلعت جراء احتجاج الشباب والطلاب الجامعيين على تحويل حديقة خضراء إلى “خرسانة” تجارية بمدينة إسطنبول في عام 2013: “الحقيقة أن التأييد الشعبي لحزبنا يتناقص بالتناسب مع تزايد نسبة التعليم.. وهذا ما تثبته الدراسات التي أجريت في هذا الصدد”، على حد تعبيره.
من جانبهم قال طلاب البسفور لأردوغان لست السلطان ولسنا رعاياك، في رفض منهم لقرارات أردوغان. وجاء في بيان صادر عن طلاب جامعة بوغازجي”لا تخلطوا بيننا وبين من يطيعكم دون قيد أو شرط. أنت لست السلطان ولسنا من رعاياك .. هل من حقنا دستوريا دعوة رئيس -الجامعة- للاستقالة؟ نعم! لكن متى حدث ذلك الأمر؟ من الشجاعة استخدام حقنا الدستوري؟.
ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، ما يحدث داخل البوسفور بـ”حرب” يهدف أردوغان من خلالها إلى السيطرة على الجامعة.
يذكر أن أردوغان أكد في تصريحات أدلى بها مؤخرًا أنه لن يسمح لطلاب جامعة البوسفور بتحويل تظاهراتهم إلى نوع جديد من أحداث جيزي باركي في إسطنبول حيث شهدتها في عام 2013.
تصريحات أردوغان هذه أثارت جدلا واسعا في تركيا حول ما إذا كان يسعى إلى توظيف الاجتجاجات الطلابية في خلق خندق إسلامي وآخر علماني من أجل تسليط الإسلاميين على العلمانيين لرص صفوف أنصاره ومنع مغادرتهم من حزبه إلى الأحزاب اليمينية الأخرى، كما أن سبق أن فعل في عام 2013.