أنقرة (زمان التركية) – عادت مؤسسة الشؤون الدينية التركية مجددا لممارسة مهمتها السرية وهي تلميع صورة الرئيس رجب طيب أردوغان، وتحويل القضايا ذات الطابع السياسي إلى أخرى ذات طابع ديني، وبرز ذلك مجددًا خلال الأحداث التي تشهدها جامعة بوغازيجي –البوسفور-.
وبشكل غير مباشر، انحازت الشؤون الدينية التي تحظى بميزانية ضخمة تتجاوز 7 وزارات في تركيا، لأردوغان المصر على تعيين المسؤول في حزب العدالة والتنمية مليح بولو رئيسًا للجامعة.
رئاسة الشؤون كانت قد أصدرت بيانا يدين واقعة وضع صورة في جامعة بوغازيجي استبدلت فيها الكعبة بتمثال للمثليين.
وقال علي أرباش رئيس الشئون الدينية “أدين الاعتداء اللامحدود على المقدسات الإسلامية والكعبة وقيمنا الإسلامية أمام جامعة بوغازيجي. وبصفتنا مديرية الشؤون الدينية، سنتابع الموضوع وسنتخذ الإجراءات القانونية بحق من يرتكبون ذلك.
أرباش أراد استغلال المشاعر الدينية لدى الأتراك لتجاوز الاعتراضات على إجراءات الرئيس أردوغان ومنحه الفرصة لمواصلة قراراته التي يدوس بها الديموقراطية بقدميه.
رئاسة الشؤون الدينية التي تبلغ ميزانيتها 13 مليار ليرة، متهمة منذ وقت طويل بمحاولة نقل المعارك السياسية إلى نقاش ذي طابع ديني بطريقة تخدم وتناسب حزب العدالة والتنمية.
مهمة رئاسة الشؤون السرية في تلميع أردوغان وحزبه، ظهرت للمرة الأولى خلال أحداث جيزي بارك في 2013، حيث أدعت أن المحتجين دخلوا المساجد بالأحذية وشربوا الخمر بها، وزعم أردوغان أنه يمكتلك تسجيلات مصورة وسينشرها الجمعة المقبلة لكنه لم ينشرها حتى اليوم.
وخلال فضيحة الفساد التي تورط فيها أردوغان ووزراؤه في 17-25 ديسمبر 2013، فتحت رئاسة الشؤون الدينية النار على حركة الخدمة والمنتسبين لها، حتى أنها وصفتهم بـ”المتآمرين”، بل أوصلت الأمر إلى حد تكفيرهم من خلال تقرير نشره حول آراء فتح الله كولن عن قضايا إسلامية معينة.
وفي الانتخابات العامة التي شهدتها تركيا في 2 يونيو 2015، تبنت رئاسة الشؤون خطابا عنصريا وإسلاميا، وروجت لحزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية من منابر المساجد.
يذكر أنه على مدار شهر، يحتج طلاب وأعضاء هيئة تدريس جامعة البوسفور على تعيين رئيس جديد لها دون انتخابات.
الاحتجاجات قابلها نظام أردوغان بحملة قمع كبيرة، حيث تم اعتقال 159 طالبا من جامعة البوسفور، وتعرض هؤلاء الطلاب للعنف في واحدة من أبرز الجامعات في تركيا.
ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، ما يحدث داخل البوسفور بـ”حرب” يهدف أردوغان من خلالها إلى السيطرة على الجامعة.