سوهاج (زمان التركية) – عقد ـــ عبر تطبيق Zoom ـــ مركز العلاقات الدولية بجامعة سوهاج صباح أمس ندوة دولية حول “العلاقات الدولية ومتغيرات الثورة الصناعية الرابعة” تحت رعاية الأستاذ الدكتور/ أحمد عزيز عبد المنعم رئيس الجامعة، وبإشراف الأستاذ الدكتور/ أحمد سليمان نائب رئيس الجامعة للدراسات والبحوث، والأستاذ الدكتور/ محمود عبد العاطي مدير مركز العلاقات الدولية بالجامعة، وشارك في الندوة الأستاذ الدكتور/ عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية، واللواء دكتور/ شوقي صلاح عضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة.
وافتتح الأستاذ الدكتور محمود عبد العاطي الندوة بتقديم الأستاذ الدكتور/ عمرو عزت سلامة المتحدث الأول بالندوة ليلقي كلمته حول الثورة الصناعية الرابعة والتعليم، موضحاً أننا نعيش عصر الثورة الرقمية الذي بدأ في الربع الأخير من القرن الماضي، والذي يتميز بانصهار جميع التقنيات التي تم التوصل إليها، بحيث تداخلت العلوم المختلفة مع الطفرة الرقمية، فالتقنيات الرقمية تطورت بسرعة مذهلة مقارنةً بالثورات الصناعية السابقة، وقلب نطاق هذه التطورات موازين ومفاهيم التكنولوجيا السائدة إلى عهد قريب في كل العالم، فالكثير مما كان ينظر إليه على أنه تكنولوجيا متقدمة تم طرحه جانباً وأصبح بلا فائدة.. وترتب على هذه التحولات في أنظمة الإنتاج والإدارة آثاراً عميقة، فستنتهي وفقا للمعطيات الجديدة الكثير من الوظائف الحالية، وسيفرض سوق العمل الكثير من الوظائف الجديدة التي تحتاج لمهارات تتطلب تعديلات جوهرية في منظومتي التعليم والتدريب.
هذا كما تناول الدكتور عمرو بالشرح الدقيق لمراحل تطوير منظومة البحوث والدراسات العربية لتتبوأ مكانتها على المستوى الدولي، حيث أصبحت تلك الدراسات مرتبطة بمجالات الصناعة والتجارة بما تتحقق معه خطط التنمية المستدامة، كما تناول الدكتور سلامه ملامح تطوير منظومة التعليم العالي في المنطقة العربية وأفاقه المستقبلية.
* ثم تناول الكلمة اللواء الدكتور شوقي صلاح خبير مكافحة الإرهاب وأستاذ القانون بأكاديمية الشرطة، وعنوانها ” التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب البيولوجي واعتبارات الحفاظ على الأمن القومي” وقد استهل كلمته بعرض موجز عن أحداث 28 يناير 2011 بمناسبة مرور عشر سنوات على ما أطلق عليه في مصر إبان أحداث ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ (جمعة الغضب)، في هذا اليوم وتحت ستار الاحتجاجات السلمية اجتاحت الجماعات الإرهابية المتطرفة دينيا العشرات من مراكز وأقسام الشرطة، لنهب الأسلحة والذخائر؛ كما اقتحموا السجون وهربوا حوالي ٢٣ ألف سجين كان منهم محمد مرسي رئيس مصر الأسبق؛ ونهبت في هذه الأحداث أموال عامة وخاصة، وانتشرت جرائم السرقات بالإكراه والخطف كما ازدادت بنسب مضاعفة سرقات السيارات والمنازل؛ كل هذا نظرا للغياب الأمني الذي فرضته ظروف هذه الأحداث.. وشاركت قوى داخلية يتقدمها التيار الديني المتطرف، وأخرى خارجية في إشعال تلك الأحداث من خلال الفتن التي أججت مشاعر الجماهير، وكان أهم أدواتها قتل بعض المتظاهرين السلميين لتدور حركة العنف بين الجماهير والشرطة بصفة خاصة، حقا نجحت مخابرات وأجهزة دول أجنبية في نشر فيروسات سلوكية لإشاعة الفوضى بدعاوى حق التظاهر السلمي وحقوق الإنسان، والحق في حرية التعبير، كلها كانت كلمات حق أريد بها باطل، ووقتها حذرت من ارتداد هذه الفيروسات السلوكية على أصحابها؛ وتأكد هذا بالفعل في أحداث : شغب لندن أغسطس ٢٠١١؛ وأحداث شغب حركة وول ستريت بأمريكا ٢٠١٢ وما تلاها من أحداث؛ ثم مؤخرا حركات حياة السود مهمة؛ وكذا احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا؛ والحبل على الجرار… وجدير بالذكر أنه في اليوم التالي لتولي الرئيس الأمريكي الجديد بايدن مقاليد السلطة في الولايات المتحدة فقد أمر بتشكيل لجنة لدراسة أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، وأناط بها وضع مقترحات لضوابط ممارسة الحقوق الدستورية المتعلقة بحرية التعبير.. .
وانتقل بعد هذا اللواء شوقي صلاح أستاذ القانون بأكاديمية الشرطة للحديث حول الإرهاب والحرب البيولوجية.. حيث عرف الإرهاب البيولوجي بأنه ” الإطلاق المتعمد للفيروسات أو البكتيريا أو المواد السامة أو غيرها من العوامل الضارة الأخرى؛ لإحداث المرض أو الوفاة للبشر أو الحيوان أو النبات، بغرض إرهابي “.
كما أكد على أن هناك وقائع حديثة لنشر فيروس كورونا بعد ظهوره؛ منها محاولة اليمين المتطرف بأمريكا نشر الفيروس لاستهداف أشخاص من أصول إفريقية وعناصر الشرطة كانوا يخططون لتعبئة سوائل ولعاب مجموعة من المصابين بكورونا في عبوات وإلقائها لتصيب أهدافها في عدد المدن الأمريكية. وتم ضبطهم بمعرفة الـ CIA وتقديمهم للمحاكمة، وفي ذات التوقيت ومن نيويورك حرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي المرتزقة العميل للتيار الديني المتطرف المدعو حاتم صابر لنشر الفيروس في مصر من خلال المصابين به بهدف إسقاط الدولة، ولم تحرك السلطات الأمريكية ساكنا تجاهه !!!
ولنتوقف في هذا السياق لتأمل كلمة وزير الخارجية الألماني في تغريده أطلقها من وقت قريب قال فيها « التطرف اليميني هو أكبر خطر يهدد أمننا في أوروبا » لم يقل الرجل التطرف الإسلامي عندما أشار لأكبر خطر يهدد أمن أوروبا.
أما عن جائحة كورونا فيرى الدكتور شوقي صلاح من منطلق تحليله الأمني أننا أمام حرباً عالمية لها معطياتها الخاصة، فهي ليست حرباً تقليدية، فالرابح في هذه الحرب هو من يستطع تقليل خسائره فقط فمن نشر الفيروس في ووهان الصينية كان يهدف إلى إيقاف صاروخ التنمية الاقتصادية الصيني الذي انطلق واقترب من التربع على عرش الاقتصاد العالمي.. وما حدث على أرض الواقع وبعد مرور سنة واحدة على انطلاق هذا الفيروس فإن أكبر الخاسرين هي الولايات المتحدة الأمريكية (تجاوزت الوفيات 400 ألف مواطناً) كما أن الوفيات في المملكة المتحدة تجاوزت المائة ألف مواطناً، وينتشر بداخلها الآن سلالات خطيرة لهذا الفيروس، وفي مصر فالوفيات في حدود التسعة آلاف مواطناً.. وللإنصاف فإن خسائرنا المحدودة هذه إنما يرجع السبب الرئيس فيها ـــ بعد توفيق المولى عز وجل ـــ إلى حكمة قيادتنا السياسية التي اتخذت قرارات متوازنة بين الإغلاق والانفتاح.
والسؤال الذي نتطلع للإجابة عليه هو: كيف نواجه الإرهاب البيولوجي المحتمل ؟؟؟ ولتحقيق هذا الهدف أشار اللواء الدكتور شوقي صلاح للمقترحات الآتية :
أولاً : أهمية تعزيز التعاون الدولي الأمني في مواجهة الإرهاب بشكل عام والإرهاب البيولوجي والكيميائي بشكل خاص؛ مشيراً إلى أن الإنتربول الدولي يقوم بمهام إعداد وتدريب أطقم إنفاذ القانون على اكتشاف مؤشرات النشاط الإجرامي المحتمل المتعلق بالحصول على المواد البيولوجية والكيميائية الضارة والإتجار بها عبر شبكات خفية للإنترنت؛ وذلك بإعداد فرق من الخبراء لمواجهة الجرائم السيبرانية « ويراجع في هذا دليل الإنتربول التنفيذي بشأن: تتبع الإرهاب البيولوجي والكيميائي على الشبكة الخفية للإنترنت ».
ثانياً : أهمية المراقبة الأمنية على أنشطة المعامل ومراكز الأبحاث وشركات الأدوية المعنية بعلوم الفيروسات والبكتريا والسموم.. خاصة وقد صدر القانون المصري رقم 22 لسنة 2020 بشأن تعديلات بالإضافة للمادة 3 من قانون الطوارئ حيث أضيف للمادة المشار إليها البند 22 الذي ينص على: فرض الرقابة على أعمال المختبرات العلمية والبحثية والمعملية فيما يتعلق بالتعامل مع المواد البيولوجية، وتشديد الإجراءات على حيازتها واستخدامها ونقلها، وكذا على الأجهزة المعملية التي تستخدم في ذلك، وتحديد ضوابط التخلص من المخلفات والنفايات البيولوجية.
ويرى اللواء الدكتور شوقي صلاح أن المشرع المصري كان عليه أن يضع هذا التعديل المشار إليه في قانون مستديم بدلا من قانون الطوارئ الذي يعد من القوانين المؤقتة المرتبطة فقط بقيام حالة الطوارئ.
ثالثاً : يقترح اللواء شوقي صلاح أيضاً إنشاء إدارة عامة بوزارة الداخلية لمباحث مكافحة جرائم الإرهاب البيولوجي والكيميائي.
رابعاً : هذا ويأمل الدكتور شوقي أن تكون هناك منظومة قانونية دولية فاعلة لمحاسبة قادة الدول أو الإرهابيين بعقوبات رادعة حال ثبوت إدانتهم بالتورط في مثل هذه الجرائم الخطيرة التي يراها تدخل في عداد الجرائم ضد الإنسانية..