أنقرة (زمان التركية) – اشتكت شقيقة طالب عسكري قتل ليلة الانقلاب الفاشل عام 2016، من مطالبة السلطات لهم بدفع تعويضات مع الفائدة، بدلا من العكس.
مهتاب تكين، شقيقة الطالب في أكاديمية القوات الجوية مراد تكين، الذي قتل على جسر البوسفور ليلة الانقلاب قبل أربع سنوات قالت في سلسلة تغريدات على تويتر، إن الدولة فرضت عليهم تعويضا بدعوى أن شقيقها المقتول ليلة الانقلاب على يد ملشيات مدنية مرتبطة بالحكومة ألحق أضرارا بالمال العام.
الطالب العسكري الذي تم تعذيبه وقتله بأدوات حادة، وفق التقرير الطبي الرسمي، كان قد نقل إلى جسر البوسفور ليكون مع زملائه الآخرين، تنففيذًا لأوامر قادتهم.
أمهتاب لفتت إلى أن مبلغ التعويض المطلوب يزداد يوما بعد يوم بسبب زيادة الفوائد نظرا لعدم قدرتهم على دفع القيمة المطلوبة.
وتابعت مهتاب: “لا أعرف كم من المليارات من التعويضات التي تريدها الحكومة منا .. من خلال وضع الفوائد باستمرار. كل يوم هناك فائدة. لقد وضعت رهنًا على سيارتنا. لقد قتلتم أخي، فماذا تريدون أكثر من ذلك، دعونا نعيش آلامنا”.
وأضافت شقيقة الطالب المكلومة: “المنتظر من الدولة أن تدفع لنا تعويضًا عن فقيدنا، نظرا لأننا سلمناه إلى الجيش سليمًا لكنه عاد إلينا جثة هامدة.. لكن الدولة هي التي تريد منا تعويضات.. بدلا من معاقبة من قتلوا شقيقي وعذبوا جسده بعد قتله، بل أصدرت قانونًا لحمايتهم”.
يذكر أن مراد تكين الطالب في أكاديمية القوات الجوية قُتل على جسر البوسفور بأدوات قص وثقب من قبل ملشيات مسلحة خلال أحداث الانقلاب المزعوم في عام 2016.
في تقرير تشريح الجثة لمراد تكين، الذي كان طالبا في السنة الثانية في أكاديمية القوات الجوية في إسطنبول، تم تحديد سبب الوفاة على أنه “اعتداء واسع النطاق في الجسم وطعنات وضغط على الرقبة واختناق بسبب إغلاق الفم والأنف”.
ولم تتمكن العائلة من العثور على جثة تكين إلا بعد 12 يومًا من محاولة الانقلاب.
يذكر أن المشاركين المدنيين في عملية التصدي لـ “الانقلابيين” نشروا عديدا من مقاطع الفيديو وكان يقول أحدهم فيها معترفًا: “أنا من قطعت رأس الجندي بالفعل. ويمكنني أن أقطع رأس أحد منكم!”، بالإضافة إلى أن شخصًا ملتحيًا صور نفسه أمام مقر رئاسة الأركان العامة وهو يهرع ببندقيته نحو الجنود قائلاً: “لقد دعتنا دولتنا لمقاومة الانقلابيين وها نحن نستجيب للدعوة للدفاع عنها”.
ومن ثم تبين أن مديرية أمن أنقرة وزعت أسلحة على مواطنين مدنيين موالين للحكومة في ليلة الانقلاب وظهر ذلك عندما تورط أحد المواطنين في جريمة جناية بأحد تلك الأسلحة.
وقال الكاتب الصحفي التركي المعروف بولند كوروجو: “بحسب رأي البعض، فإن هؤلاء كانوا عناصر جهادية من كتيبة عبد الحميد خان وتم جلبهم من سوريا. لا نعرف كم عدد المسلحين من السوريين الذين تحدث عنهم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات (IHH)، وقال إنهم قاوموا معهم ضد الدبابات ليلة الانقلاب. ذلك لأن السلطات لا تزال ترفض إجراء الفحص البالستي على الأسلحة المستخدمة في قتل الجنود والمدنيين، تمامًا مثلما ترفض إجراء فحص على ١١ طائرة من الطائرات التي يزعم أنها انطلقت من قاعدة أكينجي قصفت مباني رسمية”.
وتابع كوروجو أن المواطن التركي العادي الذي نشأ على حب العسكر كان يتعاطف مع الطلبة العسكريين الذين خرجوا من ثكناتهم انقيادًا لأوامر قادتهم، أما هؤلاء العناصر الميلشياوية المسلحين فكانوا ينسحبون إلى زوايا ويطلقون النيران على المواطنين المدنيين والعسكريين على حد سواء كما جرى في الجسر.
واعتبر كوروجو توزّع وانتشار المواطنين المدنيين في مواقع وأماكن معينة “بشكل منظم” من الحالات غير الطبيعية التي شهدتها ليلة الانقلاب بحيث اعترف بها حتى أنصار حزب العدالة والتنمية في أقوالهم. حيث قالت النائبة البرلمانية من الحزب الحاكم روضة كافاكجي في أقوالها للجنة التحقيق البرلمانية في ملابسات الانقلاب: “إذا نظرنا إلى أحداث ليلة الانقلاب نرى أمرًا غريبًا، حيث إن الجميع كانوا في الأماكن التي يجب عليهم أن يتواجدوا فيها. فمثلاً لم يحتشد المواطنون في مكان معين، ولم يتوجه الجميع إلى الجسر، بل توزعوا إلى أماكن متفرقة. هذا أمر مثير للغاية. بحسب رأيي أن ذلك لطف من الله، لكن كيف حدث ذلك لا نعلم”.
وما صرح به والي إسطنبول واصب شاهين يؤيد ما قالته النائبة البرلمانية: “لقد أبدى المواطنون رد فعل غريب للغاية، حيث تحرك الجميع إلى نقاط مختلفة بشكل انسياقي وتدخلوا فيها على نحو وكأنهم تدربوا على ذلك من قبل”.
وقد عقّب الكاتب كوروجو على ذلك بقوله: “هذا الوضع يشير إلى أنه كان هناك محترفون قاموا بتوجيه حشود المواطنين إلى الجهات المعينة سلفًا”.
وذكّر الكاتب بأن بعضًا من المواطنين العاديين أدلوا بتصريحات أمام المحكمة اعترفوا فيها بعلمهم المسبق بمحاولة الانقلاب والاستعداد لها من قبلُ، فقد قال برات كولون يارب بصفته مشتكيًا من “الجنود الانقلابيين” أمام المحكمة: “كنت أعلم أن تركيا ستشهد محاولة انقلاب في ١٥ تموز / يوليو ٢٠١٦ عن طريق قريبٍ لي في جهاز المخابرات. لذلك انتقلت في ١٤ تموز / يوليو ٢٠١٦، قبل يوم من الانقلاب، من مدينة نيوشهير إلى إسطنبول، وبدأت أنتظر في منطقة أوسكودار. ولما وصلتني أنباء المحاولة الانقلابية هرعت إلى جسر البوسفور”.
وكان حليف أردوغان، زعيم حزب الوطن دوغو برينجك، المحكوم عليه سابقًا في قضية أرجنكون، أدلى بتصريحات في اجتماع عقده عام ٢٠١٧ مع كبار المسئولين الإيرانيين في طهران حول التصفيات الشاملة التي جرت في الجيش وأجهزة الدولة الأخرى بعد الانقلاب المزعوم، أعلن أنهم مَنْ أعدوا قوائم الأسماء التي تمت تصفيتها وأنهم استطاعوا تصفية “٣٠ ألف ضابط عسكري كانوا موالين للناتو بعد الانقلاب الفاشل”.