أنقرة (زمان التركية) – تناول كتاب أتراك، التحول الناعم للرئيس التركي رجب أردوغان في علاقاته الخارجية، واعتماده سياسة جديدة لإصلاح العلاقات المتوترة مع بلدان الشرق الأوسط وأوروبا وكذلك الولايات المتحدة.
الصحفي التركي، مراد يتكين، قال إن أنقرة أعطت إشارات إصلاحية في العلاقات الخارجية، وأن هذا الأمر لا يستشف فقط من رسالة أردوغان لسفراء الاتحاد الأوروبي لدى أنقرة في 12 يناير بل أيضا من الرسائل الموجهة للولايات المتحدة.
وأوضح يتكين أن هذا الأمر ينعكس أيضا في العريضة التي تقدم بها وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، وطالب خلالها بإعادة تركيا إلى برنامج مقاتلات أف 35 الأمريكية، وحديث أردوغان عن رغبته في حل المشكلات القائمة بين بلاده وواشنطن مع وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بادين.
وأضاف يتكين أن أحدث الإشارات الإصلاحية هذه تمثلت في التصريحات الأخيرة “الإيجابية” التي أصدرها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول ضرورة إصلاح العلاقات مع مصر والإمارات العربية المتحدة.
وأكد يتكين أن الإشارات الإصلاحية وإعادة النظر في العلاقات لا يعني إجراء تغيير جوهري بها وأضاف قائلا: “الإشارات الحالية تأتي على صعيد الخطابات، ولكن ليس من الواضح بعدُ ما إذا كانت ستنتقل إلى صعيد الإجراءات أم لا. لو بحثنا هذه الخطوات كلا على حدة، لرأينا أن هناك خطوة مهمة للغاية لا بد أن نذكرها، وهي تصريحات أردوغان في إطار العلاقات مع حلف الناتو”.
وفي السياق ذاته قال الصحفي التركي فاتح شكيرجا، إن دبلوماسية تركيا في شرق البحر المتوسط بدأت تشهد سكونا مع نهاية عام 2020 الذي كان مليئا بالتوترات، مشيرا إلى انتقال تركيا في عام 2021 إلى الدبلوماسية المؤيدة للحل.
وأشار شكيرجا في مقال بصحيفة “حريت” إلى الرسالة التي بعثها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، قائلا: “كتابة ماكرون لعبارة “عزيزي أردوغان” بخط يده بعد العشرات من العبارات الحادة التي وجهها إليه هو إشارة لعهد جديد، فأنتم تعرفون أنه لا يتم الكتابة بخط اليد في هذه الرسائل الرسمية ولا يتم مخاطبة الأشخاص بأسمائهم”.
وأوضح شكيرجا أن الأمر الآخر الذي شهد تغييرا في الدبلوماسية التركية هو فيما يخص العلاقات مع مصر والتقارب الذي تشهده العلاقات بين البلدين منذ شهرين، مفيدا أن تركيا كانت تعرقل وجود ملحق عسكري لمصر داخل حلف الناتو، غير أنها بادرت برفع تلك العراقيل مما دفع مصر بدورها إلى إلغاء الفيتو الذي عارضت به مقترحات تركيا بشأن قبرص وتراقيا الشرقية بمنظمة التعاون الإسلامي.
وذكر شكيرجا أن البلدين مهدا الطريق لـ”علاقة معقولة” بينهما. وأضاف شكيرجا أن الدبلوماسية التركية شهدت تطورات مشابهة كتلك، قائلا: “يتم اتخاذ خطوات لخفض التوترات في العلاقات مع اليونان وإسرائيل وأرمينيا وسوريا. ملخص كل هذا أن تركيا انتقلت إلى الدبلوماسية المؤيدة للحل في عام 2021 الجاري”.
وفي الإطار ذاته قال الصحفي التركي أرطغرل أوزكوك، إن الشيء الوحيد الذي سيعيد العدالة والتنمية الحاكم إلى نجاحاته السابقة هو الإصلاحات الاقتصادية والديمقراطية واستقلالية القضاء وهي معايير شروط العضوية الكاملة بالاتحاد الأوروبي.
أضاف: “رأيي المتواضع أن الشيء الوحيد الذي سيعيد العدالة والتنمية الحاكم إلى نجاحاته السابقة هو الإصلاحات الاقتصادية والديمقراطية والقضائية التي ستحقق منظور العضوية الكاملة بالاتحاد الأوروبي”.