يقلم/ محمد ياسين
(زمان التركية)-لستُ أنسى –ما حييتُ-ذلكم الرجل الكريم الذي كان رفيق رحلتنا ومرشدها وموجِّهنا فيها منذ أن وطئت أقدامُنا أرض نيجيريا إلى أن غادرناها إلى بلادنا، كان أكبرنا سنًّا، لكنه كان أعلانا همَّة وأقوانا عزيمةً وأكثرنا حيويَّةً وانطلاقًا، فنفخ فينا من روح عزيمته، وجدَّد فينا النشاط بهمته، وأحيا فينا الأمل بحيويته، فانبعثت في النفوس همَّةٌ كانت راقدة، ونشطت من عِقالها حيويةٌ كانت راكدة، فإذا بنا نُنجِز في يومٍ واحد مالا يُتصوَّر أن يُنجَز في أيام متواليات.
أحيانا ينعقد لسانُك، ويجفُّ مداد قلمك، حين يكون جَيَشَانُ مشاعرك أكبر من كل تعبير، وأعمق من كل تفسير، لقد كان أخونا الفاضل هذا – بالنسبة لى – أصدق بيانٍ للخدمة، وأعمق تفسير لها.
إن نسيتُ فلا أنسى أنه -وهو الغريب في هذه الأرض، القادمُ إليها من بلادٍ نائية– استطاع بهمته العالية، وفعاليته الفائقة وخفَّة ظله المعهودة أن يجمع حول فكرة الخدمة (خدمة الإسلام والإنسانية) هذا العدد من الباحثين المتميزين والأكاديميين البارزين، والشباب الواعدين من الإخوة النيجيرين ومن غيرهم من أهل إفريقيا، ناهيك عن التواصل مع قادة الفكر والرأي الرسميين وغير الرسميين.
صحيحٌ أن الفكرة التي تُقدِّمها الخدمة للإنسانية فكرةٌ معقولةٌ، والأفكار المعقولة بطبيعتها جديرة بالبقاء حريَّةٌ بالانتشار، بيد أن الأفكار الجيدة تحتاج إلى رجالٍ يُحسنون حملها، ويتفنَّنون في عرضها ويجمعون الناس عليها، وهذا ما رأيتُه في هذا الأستاذ في تواضعٍ جمّ وأدبٍ راقٍ وتفانٍ في الخدمة ونكرانٍ للذات. رحم الله بطل الخدمة وضميرها الحي الأستاذ الحبيب حسين بيدار
المصدر موقع نسمات