بقلم: صالح القاضي
القاهرة (زمان التركية) – في عالم أصبحت فيه المعلومة الشخصية سلعة يمكنها أن تباع وتشترى، تقوم شركات كبيرة في عالم مواقع التواصل الاجتماعي بتوسيع نطاق اختراقها للمعلومات الشخصية للمستخدمين وإجبارهم على الخضوع لذلك من خلال التحديثات التي تقوم بها للتطبيقات، كما أن الأطراف الثالثة التي تقوم بشراء معلوماتك الشخصية وإن كانت أحيانا مفيدة في حالة ظهور إعلانات خاصة بسلعة تسعى لشرائها، ولكن في أحيان أخرى علينا أن نتساءل ماذا سيفعل بشفرة الوجه التي خصصتها لفتح التليفون الخاص بك، ومن سيقوم بشراء تلك الشفرة الهامة؟
إننا نحتاج في تعاملاتنا الحياتية وبصورة يومية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لكثير من الأسباب ما بين الاطلاع على آخر الأخبار على المستوى الدولي أو المحلي، وكذلك من أجل التواصل وتكوين صداقات جديدة، وكذلك من أجل البيع والشراء. إن وسائل التواصل الاجتماعي قدمت خدمة كبيرة للإنسانية، ولكن بقدر حاجتنا لتطبيقات التواصل الاجتماعي نحتاج حماية خصوصياتنا وبياناتنا من أن تباع وتشترى من قبل أطراف ثالثة لا ندري ماذا ستفعل بمعلوماتنا الشخصية، وكذلك تثير تساؤلات حول مدى ثقتنا في بعض التطبيقات.
خلال الأيام السابقة وبعد إعلان الواتس آب عن إصدار تحديث جديد يتيح للفيس بوك بتخزين المراسلات الشخصية الدائرة بين الأفراد أثار ذلك حفيظة كثير من المستخدمين، وهو ما دعا بعض كبار الشخصيات بتوجيه نظر الكثيرين إلى منصات تواصل اجتماعي لا تتلاعب ببيانات المستخدمين وتقدم شروط خصوصية عادلة، ثم انطلقت جماهير المستخدمين للهجرة الجماعية إلى تطبيقات جديدة.
إن تلك الهجرة الجماعية ستعطي درسا هاما للقائمين على وسائل التواصل الاجتماعي، ومفاد ذلك الدرس أن المستخدمين لديهم القدرة على التغيير وصناعة البديل، وأن الجماهير البشرية تدرك مدى أهمية عدم احتكار وسائل التواصل الاجتماعي، وأن القاعدة الجديدة في عالم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي أن البقاء لمن يحمي الخصوصية أكثر .
نعم أيها القارئ العزيز أنت لديك الحق في حماية خصوصيتك وبياناتك الشخصية، فلا تدع أحدهم يقنعك بأنك يتعين عليك الخضوع لشروط مجحفة لحقوقك الشخصية والإنسانية. أنت لديك القدرة على التغيير واستخدام البديل، نحن جموع البشر المطالبة بحماية بياناتنا سنرفع أصواتنا ضد كل من يحاول المساس بخصوصياتنا وبياناتنا الشخصية.
إن مثل ذلك التحرك الفعال سيعطي درسا لمختلف المنصات بأننا نحن البشر نعي وندرك حقوقنا، وأننا لن نتنازل عن تلك الحقوق، ولن يتم إجبارنا على قبول أمور لا نرتضيها. عزيزي القارئ أدعوك لتقبل بأن لك كامل الحق في الدفاع عن خصوصية بياناتك الشخصية، ولديك الحق في أن تتمتع بتطبيقات وسائل تواصل اجتماعي تحترم خصوصيتك.تحديث