بيروت (زمان التركية) – يبدأ لبنان، الخميس، إغلاقاً عاماً يستمر إلى مطلع فبراير، في محاولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا بعدما ارتفعت أعداد الإصابات بشكل كبير إثر فترة الأعياد.
وسجل لبنان الثلاثاء 3620 إصابة، للمرة الأولى منذ بدء الجائحة على أراضيه في فبراير من العام الماضي.
وقال الدكتور فراس أبيض مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وهو المستشفى الحكومي الأساسي الذي يتعامل مع فيروس كورونا في البلاد: “للمرة الأولى منذ بداية الوباء، أتت النتائج إيجابية لأكثر من 30 في المئة من فحوص كورونا التي أجريت في مختبرنا أمس”.
واعتبر أبيض في تغريدات على حسابه في “تويتر” أن “هذا أمر مقلق، وينذر بأرقام أسوأ في الأسابيع المقبلة. أين وكيف نحضّر للأزمة القادمة؟”.
وعوّل أبيض على الطواقم الطبية، قائلاً: “أملنا الوحيد يكمن في العاملين في مجال الرعاية الصحية. خلال الأشهر الماضية، أثبتوا أنهم على قدر عالٍ من المسؤولية، والقيام بالواجب، بكل اجتهاد، ونكران ذات. إنهم ليسوا أقل من أبطال. لقد قدموا الكثير، لكننا الآن سنطلب منهم أن يقدموا المزيد. دون أدنى شك، لن يترددوا”.
وشدد أبيض على أن “عاملي الرعاية الصحية الشجعان، كما حدث بعد الانفجار (في مرفأ بيروت)، سيكونون هم المنقذين. أشعر بكل احترام وتقدير لتضحياتهم، وأشعر أيضاً بالغضب. يقولون إن أولئك الذين لا يستطيعون تذكر الماضي محكوم عليهم بتكراره. هذا ينطبق أيضاً على التعلم من الخيارات السيئة.”
عجز المستشفيات
والثلاثاء، أبدى رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي قلقه من تزايد الإصابات على نحو تعجز المستشفيات عن احتماله، بسبب بلوغها طاقتها الاستيعابية القصوى.
وقال عراجي بعد اجتماع للجنة الصحة في مجلس النواب: “نتوقع زيادة الإصابات في الأيام الـ10 المقبلة، لأنها ستبدأ الظهور. والخوف الكبير هو الإصابات الخطرة، فالخفيفة وحتى المتوسطة تعالَج في المنزل. لقد وصلنا إلى مرحلة لم تعد هناك أماكن شاغرة في قسم العناية في المستشفيات”.
وأضاف: “أمس، كان هناك 466 مريضاً في غرف العناية الفائقة، بينهم 141 على أجهزة التنفس الاصطناعي، ولدينا 500 سرير، أي يبقى 34 سريراً” شاغراً لاستقبال مرضى جدد.
وتخوف عراجي من سيناريو دخول عدد كبير من المرضى دفعة واحدة إلى المستشفيات، مستذكراً دخول “23 مريضاً في ليلة واحدة إلى أقسام العناية”. وقال: “إذا أصبحت لدينا إصابات خطرة واضطررنا لإدخال مرضى إلى غرف العناية.. فستمتلئ. نسبة الإشغال أصبحت بحدود 95 في المئة”.
واعترض عراجي على قرار الإغلاق العام بسبب الاستثناءات الكثيرة الممنوحة، وقال: “فوجئنا كلجنة صحة بالتدابير التي اتخذتها الحكومة، اجتمعوا (الوزراء) طيلة اليوم ليخرجوا بتدابير وإجراءات كما في كل مرة، أي استثناءات”.