أنقرة (زمان التركية)- احتج أكاديميو جامعة البوسفور، اليوم الثلاثاء، على تعيين مليح بولو، عميداً لجامعتهم، بقرار رئاسي، لينضم بذلك أعضاء هيئة التدريس في الجامعة للطلاب الذين عبروا عن رأي مماثل.
وشهدت جامعة البوسفور اليوم حفل تنصيب مليح بولو في الحرم الجامعي. الأكاديميون الذين رفضوا المشاركة في حفل التنصيب، حضروا إلى الجامعة بزيهم الجامعي، و أداروا ظهورهم للحفل.
كما طالب الأكاديميون بالإفراج الفوري عن الطلاب المحتجزين، الذين تم اعتقالهم أمس بعد احتجاجهم أيضا على تعيين بولو.
وكان عدد من الطلاب قد نظموا أمس وقفة احتجاجية حملت شعارات”مليح بولو ليس رئيسنا” و”لا نريد رئيس جامعة تعينه الدولة”.
وأعلنت شرطة إسطنبول اعتقال 16 من أصل 28 من المشاركين في احتجاجات الأمس، والمطلوبين أمنيا بتهمة مقاومة ضباط الشرطة، وخرق قانون حظر التظاهر.
وأكد أعضاء في هيئة التدريس بجامعة البوسفور، أن “بولو، هو أول رئيس جامعة يتم اختياره من خارج الجامعة منذ الانقلاب العسكري في تركيا عام 1980”.
وأضافوا: “لا نقبل ذلك، لأنه ينتهك بوضوح الحرية الأكاديمية والاستقلالية العلمية وكذلك القيم الديمقراطية لجامعتنا”.
وانتقد زعيم حزب المستقبل المعارض، أحمد داود أوغلو، تعيين أردوغان شخصاً أدار عدة مهام في حزب العدالة والتنمية وكان مرشحا سابقا في البرلمان، عميداً لجامعة، وفي تغريدة له على تويتر قال داود أوغلو: ” الجامعات ليست أمكنة بلا أرواح، هي إقليم للعقول التي تتغذى من الحرية”.
وعين أردوغان بموجب مرسوم نشر السبت الماضي، مليح بولو الحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال، رئيسا لجامعة البوسفور في إسطنبول.
يُذكر أن الفترات السابقة شهدت إسناد رئاسة جامعات إلى 12 شخصية مقربة للحزب الحاكم، من بينهم 7 نواب سابقين عن الحزب.
ويريد الرئيس أردوغان عبر رجاله السيطرة التامة على الحرم الجامعي، الذي تختفي فيه حرية التعبير، ويشيع الرعب بداخله بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، حيث يخشى الجميع أن يصدر قرار بفصله إذا وصلت شكوى ضده بأنه يعارض الرئيس أو يتعاطف مع معارضيه.
هذا وأشار محللون إلى أن الحكومة التركية تخاف أن تتحول هذه الحركة الطلابية في جامعة البوسفور إلى حركة احتجاج عامة على القمع الممارس والأوضاع السيئة على غرار ما حدث في 2013 حيث تحولت حركة الاحتجاج على قطع أشجار في ميدان تقسيم إلى احتجاجات عمت كل تركيا، لكن أردوغان اعتبر هذه الحركة انقلابًا مدنيا على حكومته وأمر بفتح تحقيقات لا تزال تستمر إلى اليوم.
–