أنقرة (زمان التركية) – وجه القيادي في حزب العدالة والتنمية الحاكم شامل طيار، رسالة تهديد لطلاب جامعة البسفور المحتجين على تعيين مليح بولو، رئيسا لجامعتهم.
وكانت قوات الأمن التركية قد اعتقلت عدد من طلاب جامعة البسفور أثناء اعتدائها على الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت بالأمس أمام بوابة الحرم الجامعي.
من جانبه نشر طيار عبر حسابه بموقع تويتر صورا لمحاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز عام 2015، وعلق عليها قائلا: إن كان الطلاب الذين حولوا الاعتراض على تعيين رئيس جامعة إلى عنف تحت شعار “الشرطة القاتلة” يسعون لمساعدة الانقلابيين بإفساد استقرار البلاد عليهم أن يعلموا أن مصيرهم سيكون أسوأ مما شهدته تركيا ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز”.
هذا وأعاد العديد من القيادات بحزب العدالة والتنمية نشر تغريدة طيار التي تضمنت صورا لجنود مستلقون على الأرض عراة ويبدو على أجسادهم آثار ضرب وذلك عقب اعتقالهم في صباح اليوم التالي للمحاولة الانقلابية.
وأعلنت شرطة إسطنبول اعتقال 16 من أصل 28 من المشاركين في احتجاجات الأمس، والمطلوبين أمنيا بتهمة مقاومة ضباط الشرطة، وخرق قانون حظر التظاهر.
واليوم احتج أكاديميو جامعة البوسفور، على تعيين مليح بولو، رئيسا لجامعتهم، بقرار رئاسي، لينضم بذلك أعضاء هيئة التدريس في الجامعة للطلاب الذين عبروا عن رأي مماثل.
وشهدت جامعة البوسفور اليوم حفل تنصيب مليح بولو في الحرم الجامعي. الأكاديميون الذين رفضوا المشاركة في حفل التنصيب، حضروا إلى الجامعة بزيهم الجامعي، و أداروا ظهورهم للحفل، معترضين على إسناد المنصب لمسئول من خارج الجامعة.
كما طالب الأكاديميون بالإفراج الفوري عن الطلاب المحتجزين، الذين تم اعتقالهم أمس بعد احتجاجهم أيضا على تعيين بولو.
وأكد أعضاء في هيئة التدريس بجامعة البوسفور، أن “بولو، هو أول رئيس جامعة يتم اختياره من خارج الجامعة منذ الانقلاب العسكري في تركيا عام 1980”.
وأضافوا: “لا نقبل ذلك، لأنه ينتهك بوضوح الحرية الأكاديمية والاستقلالية العلمية وكذلك القيم الديمقراطية لجامعتنا”.
يُذكر أن الفترات السابقة شهدت إسناد رئاسة جامعات إلى 12 شخصية مقربة للحزب الحاكم، من بينهم 7 نواب سابقين عن الحزب.
ويريد الرئيس أردوغان عبر رجاله السيطرة التامة على الحرم الجامعي، الذي تختفي فيه حرية التعبير، ويشيع الرعب بداخله بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، حيث يخشى الجميع أن يصدر قرار بفصله إذا وصلت شكوى ضده بأنه يعارض الرئيس أو يتعاطف مع معارضيه.
هذا وأشار محللون إلى أن الحكومة التركية تخاف أن تتحول هذه الحركة الطلابية في جامعة البوسفور إلى حركة احتجاج عامة على القمع الممارس والأوضاع السيئة على غرار ما حدث في 2013 حيث تحولت حركة الاحتجاج على قطع أشجار في ميدان تقسيم إلى احتجاجات عمت كل تركيا، لكن أردوغان اعتبر هذه الحركة انقلابًا مدنيا على حكومته وأمر بفتح تحقيقات لا تزال تستمر إلى اليوم.
–