أنقرة (زمان التركية)ــ عاد وزير التخطيط العمراني التركي الأسبق أردوغان بيراقدار الذي أثار الجدل خلال واقعة فضائح الرشوة والفساد، ليصدم الرئيس رجب طيب أردوغان، مجددا، بموقف مثير.
بيراقدار الوزير السابق وجه انتقادات لاذعة إلى فريق الإدارة لحزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان دون ذكر أي اسم.
الوزير السابق قال في تغريدة عبر تويتر: “لقد أصبحت عضوًا في حزب العدالة والتنمية بعد أن قدمت خدمات فعلية، كنا نعلق لافتات الحزب على أعمدة النور في الشوارع، لكن في نهاية المطاف تعرضت للطرد من الحزب عن طريق المنجنيق. أما أنت (ربما يشير إلى بلال، نجل أردوغان) فنصبت نسفك ديكًا علينا بفضل ذكائك وتعليمك ووالدك. الآن أنت في هرم حزبكم. ولكن اعلم أنك الآن مثل قدر تحت النيران، لنرتقب ماذا سيحدث!”، على حد تعبيره.
يذكر أن الوزير بيراقدار كان من بين الوزراء الذين نفذت القوات الأمنية عملية ضد أبنائهم بتهمة التورط في أعمال فساد ورشوة في عام 2013.
وعلى الرغم من أن أردوغان زعم وجود كيان موازٍ داخل الدولة يريد الإطاحة بحكومته من خلال توظيف تحقيقات الفساد هذه، إلا أنه اتخذ قرارًا بإقالة وزير شؤون الاتحاد الأوروبي أجامان باغيش من منصبه، كما أن وزير الاقتصاد ظفر جاغلايان ووزير الداخلية معمر جولر، ووزير البيئة والتخطيط العمراني أردوغان بيراقدار أعلنوا استقالتهم من مناصبهم في 25 ديسمبر 2013 بطلبٍ من أردوغان على خلفية تورط أبنائهم في أعمال الفساد والرشوة.
إلا أن شيئًا وقع لم يأخذه أردوغان في حسبانه، حيث ظهر الوزير بيراقدار عقب ذيوع خبر استقالته على شاشة قناة إن تي في(NTV)، وصرح على الهواء مباشرة أنه من صلاحية رئيس الوزوراء أردوغان أن يقيل أي وزير شاء من منصبه ويعمل مع أي وزير أراد، ثم استدرك قائلاً: “ولكن من غير الممكن أن أقبل ممارسته الضغوط علينا أن استقِيلوا وانشُروا بياناً يريحني. ذلك أن مخططات الإعمار الموجودة في ملف التحقيقات الجارية في إطار قضية الفساد معظمها قد تمّ تنفيذها بتعليمات صادرة منه (أردوغان)”.
ومن ثم طالب بيراقدار، رئيس الوزراء آنذاك أردوغان بالاستقالة من منصبه أيضًا، وفي الوقت ذاته أعلن استقالته على الهواء مباشرة من منصبه وحزبه والعضوية البرلمانية، الأمر الذي وضع أردوغان في موقف محرج جداً، ودل على أن الوزير لم يستقل بل أقيل من منصبه رغم أنفه.
وهذا الأمر تأكد عندما نُشر قرار الإقالة في الجريدة الرسمية بتاريخ 26 ديسمبر 2013 حيث جاء نص الخطاب الذي أرسلته رئاسة الوزراء إلى رئاسة الجمهورية التي كان يشغلها عبد الله جول كالآتي: “نرجو الموافقة على إقالة وزير البيئة أردوغان بيراقدار من مهامه طبقًا للمادة 109 مع فائق الاحترام”.
وهذا على الرغم من أن أردوغان زعم أن الوزراء الثلاثة عرضوا عليه استقالتهم منذ اندلاع أزمة الفساد، لكنه رفض استقالتهم في البداية، على حد زعمه.
ومن المثير أن أردوغان أمر بحظر نشر الفيديوهات والأخبار التي تتناول قضية إعلان الوزير بيراقدار عن استقالته من منصبه وحزبه وعضوية البرلمان في آن واحد، ومطالبته أردوغان بالاستقالة أيضًا.
–