أنقرة (زمان التركية) – روى مهندس غابات التركي، مأساته بعد فصله تعسفيًا من عمله واعتقاله بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة، مشيرًا إلى أن زملائه اليساريين المتطرفين المتهمين بالإرهاب في السجن لم يقبلوا تصنيفه “إرهابيًا”.
زكي أوضح خلال لقاء له مع قناة “المفصولين من العمل”، أنه فصل من عمله واعتقل بموجب مرسوم القانون الصادر في ظل حالة الطوارئ.
وقال المهندس التركي إن زنزانته كان بها شخصان آخران، أحدهما ينتمي إلى تنظيم حزب العمال الكردستاني المحظور والآخر ينتمي إلى حزب التحرر الشعبي الثوري المحظور أيضًا.
وأفاد زكي أنه عندما سألوه عن سبب اعتقاله أو التهمة المنسوبة إليه، قال لهم إنه تم اعتقاله بدعوى الانتماء لما تسميه السلطات التركية منظمة فتح الله كولن، وأضاف: “بعد عدة أيام من التعرف على بعضنا البعض، قال لي صاحبي: أنت لا يمكن أن تكون إرهابيًّا، حيث إنك لست فاعلا، بل أنت رجل هادئ وخجول، لا يمكن أن يكون منك شيء سئ!”.
وأكد زكي أن صاحبيه اليساريين المتهمين بالإرهاب أيضًا كانا يفسحان له المكان في رمضان لأداء الصلاة، ويساعدانه في تناول وجبة الإفطار، لافتًا إلى أنهما لم يكونا يصومان إلا أنهما لم يكونا يأكلان الطعام أمامه، بل كانا يأكلان بشكل سري وبعيد عنه بسبب احترامهما لشخصه وحرمة شهر رمضان المبارك.
وشدد زكي على أن حياته تغيرت كثيرا عقب خروجه من السجن، حيث أصبح ينظر للجميع دون تصنيفهم، بعدما رأى ما رآه من معاملة حسنة على يد يساريين متهمين بالانتماء إلى تنظيمين محظورين في تركيا.
نوّه زكي بأنه وأمثاله تعرضوا لعميلة شيطنة كبيرة دفعت بعض الأسر والأقارب للتخلي عنه، مشيرا إلى أنه من بين ضحايا هذه الشيطنة بحيث تركته زوجته وأولاده بعد اعتقاله بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي.
كما أعرب زكي عن أمنيته في العودة لعمله مجددا، متابعا: “ومع ذلك، لا أعرف ما إذا كانت الأشياء التي فقدتها ستعود أم لا؟”.
وخلال فترة فرض حالة الطوارئ في تركيا منذ انقلاب يوليو 2016 وحتى يوليو 2018، تم فصل أكثر من 170 ألف موظف بشكل تعسفي من عملهم، وتم استبدالهم خاصة في القطاعات الحساسة بآخرين موالين لحزب العدالة والتنمية.