أنقرة (زمان التركية) – قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا انسحب من مفاوضات السلام مع الكرد عندما تحول قسم كبير من مؤيديه الأكراد إلى دعم حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات 2015 وتسببهم في دخوله إلى البرلمان.
وكان حزب العدالة والتنمية خسر لأول مرة الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل حكومة منفردة في انتخابات 7 يونيو 2015 بسبب نجاح حزب الشعوب الديمقراطي في إرسال 80 مرشحًا من صفوفه إلى البرلمان.
وجاء في مقال للجارديان بعنوان “صعود وهبوط الحزب الكردي الذي هدد أردوغان”، بقلم الكاتب باتهان مككرانان، أن الحكومة بقيادة رجب طيب أردوغان، انسحبت من محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني من أجل استعادة نجاح حزب الشعوب الديمقراطي، بعد تخطيه العتبة الانتخابية واقتحامه البرلمان بـ80 نائبًا في انتخابات يونيو 2015.
وأضاف المقال أنه بعد ذلك بدأت عمليات العنف ضد الأكراد في جنوب شرق البلاد، وانطلقت حملات الاعتقالات السياسية ضد حزب الشعوب الديمقراطي والمؤيدين له، بتهم صلته مع العمال الكردستاني المسلح، بعدها تمت إعادة الانتخابات في نفس العام وانتهت بنتيجة نالت إعجاب أردوغان.
وأشار المقال إلى أن الانتخابات المحلية في مارس 2019، التي انتهت بفوز حزب الشعب الجمهوري بأكبر البلديات في تركيا، بفضل دعم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، كانت خطيرة ومفصلية، ليس بسبب أنها أظهرت أن أردوغان لم يستطع بسط سيطرته الكاملة على تركيا حتى بعد 16 عاما من الحكم، بل إضافة إلى ذلك لأنها كشفت عن قدرة الحزبين على العمل المشترك.
وتابع المقال: “نتائج انتخابات مارس 2019 أزاحت الستار عن أن العناصر القومية والليبرالية والموالية للأكراد، اتحدت للمرة الأولى في تركيا بشكل فعال”.
فوز حزب الشعوب الديموقراطي، دفع الرئيس أردوغان إلى منع رئيس وزراء تلك الفترة وزعيم حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو من إنشاء أي تحالف مع أي من الأحزاب السياسية، بل قرر إعادة الانتخابات بعد تحالفه مع حزب الحركة القومية، ومن ثم حصد الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة منفردة بدعم خارجي من حليفه في الانتخابات المعادة في 1 من نوفمبر 2015.
والعمليات الأمنية والعسكرية التي أمر أردوغان بتنفيذها في المناطق الشرقية ذات الأغلبية الكردية بدعوى مكافحة العناصر المسلحة التابعة لحزب العمال الكردستاني المحظور لعبت دورا كبيرا في إثارة رياح قومية في البلاد وتوجه القوميين إلى دعم حزب العدالة والتنمية إلى جانب الإسلاميين واسترداد الحكومة المنفردة لحزب أردوغان.
–