أنقرة (زمان التركية) – أصدرت المحكمة الجنائية العليا الرابعة عشرة في إسطنبول، قرارا بالسجن المؤبد والسجن المؤبد المشدد على الذين تابعوا التحقيقات الخاصة بمنظمة السلام والتوحيد الإيرانية المصنفة إرهابية في قائمة تركيا للتنظيمات الإرهابية.
وقرار المحكمة تضمن الحكم على 29 رجل شرطة والصحفي جولتاكين أفجي، وقادة الشرطة، يورت أتايون وعلي فؤاد، المعتقلون منذ سنوات.
وأعلن القرار في القضية التي حوكم فيها 90 متهمًا، بينهم 13 معتقلًا و 13 فارًا، بتهمة التآمر والتزوير في تحقيقات “منظمة السلام والتوحيد” التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ومن بين أسماء ضباط الشرطة الصادر بحقهم قرار السجن المؤبد والسجن المؤبد المشدد، هم: علي فؤاد يلمازار، يورت أتايون، عمر كوسا، عثمان أوزجور، كاظم أقصوي، أوغوزهان جايلان، جافور أتاتش، خورشيد دورموش، أركان أونال، محمد قايا، محمد إشيك، أوكتاب بولدوك، يونس إمره، عيسى أرديتش، مصطفى أويانيق، إسماعيل يالنيز، محمد ياسين أقيار، أنصار دوغان، وسلمان يويوكو، وحسن يوكسيك، وضياء يالابوك، وعلي فؤاد ألتونطاش، ومحمد إرسوي.
يذكر أن تنظيم السلام والتوحيد الإرهابي التابع لجيش القدس الإيراني، متهم بشراء ذمم سياسيين ورجال الدولة من خلال رجاله الذين يظهرون بمظهر رجال أعمال، من أمثال رضا زراب، الإيراني الأصل الحاصل على الجنسية التركية، والمعتقل حاليا في الولايات المتحدة بتهمة خرق العقوبات على إيران من خلال استخدام بنك خلق التركي الحكومي.
يذكر أن ثلاث محاكم عليا أصدرت في أزمنة مختلفة (٢٠٠٢ و٢٠٠٦ و٢٠١٤) ثلاثة قرارات إلزامية وصفت هذه المنظمة بـ”منظمة إرهابية تزاول أنشطة مخابراتية وتجسسية لصالح إيران”، وأدرجت رئاسة شعبة مكافحة الإرهاب اسم هذه المنظمة في المرتبة الحادية عشرة في قائمة المنظمات الإرهابية الناشطة في تركيا.
غير أن النيابة العامة ادعت أن حركة الخدمة نصبت مؤامرة لأعضاء هذا التنظيم “الإرهابي”، ولفّقت جرائم وأدلة بحقهم، وذلك ليتمكن أردوغان من إثبات نظريته القائلة بأن هذه الحركة دبرت مؤامرة ضد وزرائه المتهمين بالفساد والرشوة وأبنائهم في 2016 لتجريمهم وحبسهم وتوظيف ذلك للإطاحة بحكومته.
ومن ثم أمر أردوغان بإغلاق كل من قضيتي الفساد والرشوة ومنظمة السلام والتوحيد، وإخلاء سبيل جميع المتهمين بالفساد والرشوة، إلى جانب المتهمين بالتجسس لصالح إيران، بلا أي ضمانات في موقف غريب لم تشهد تركيا له مثيلا من قبل.
ومن المفارقة أن المخابرات التركية نفذت قبل 3 أيام ضد جواسيس إيران في تركيا أسفرت عن إلقاء القبض على مهرب المخدرات الإيراني، ناجي شريفي زينداشتي، و11 شخصا على علاقة به، وقالت إنه يقف وراء اختطاف شخصية إيرانية معارضة في إسطنبول.